يصادف مثل ذلك اليوم 30 يوليو عام 1952، إلغاء الألقاب الملكية التي كانت منتشرة في العهد الملكي، والتي لاحقت أفراد الجيش والشرطة وحتى عامة الشعب.
دخلت الألقاب الملكية مصر في عهد الوالي محمد علي باشا، الذي منحها لكبار رجال الدولة آنذاك، وفي مثل هذا اليوم عام 1952 قرر مجلس قيادة الثورة إلغاء تلك الألقاب للقضاء على التفاوت الطبقي الذي انتشر في مصر خلال هذه الحقبة، إلا أن تلك الألقاب عادت مرة أخرى إلى الشارع المصري.
الألقاب:
أفندي: ويحصل عليه من يصل في التعليم إلى الشهادة الثانوية أو يكمل تعليمه الجامعي.
بك: كبار أفراد الطبقة الوسطى من كبار الموظفين في الدولة.
باشا: أفراد النخبة الاجتماعية والسياسية.
وكلمة باشا في اللغة التركية: پاشا، paşa، وهناك من يقول إنها مترجمة من الفارسية: باديشاه (Padishah)، وهو لقب فخر في الدولة العثمانية يمنحه السلطان العثماني إلى السياسيين البارزين، والجنرالات والشخصيات الهامة والحكام، ويعادل هذا اللقب في اللغة الإنجليزية لقب لورد.
حتى عصر محمد على لم يكن في مصر إلا باشا واحد هو الوالي العثماني، لكن مع تولي محمد على باشا حكم مصر توسع الأمر فصار لقب الباشا يطلق على بعض أعوانه من الأتراك.
صاحب الدولة وصاحب المعالي وصاحب السعادة وصاحب المقام الرفيع: وتمنح لذوي النفوذ والسلطة.
سبوبة الألقاب
في عهد الملك فاروق ومع اقتراب نهاية العهد الملكي، قيل إنه يمكن شراء الألقاب بالمال من خلال الرشاوى التي يقدمها الأثرياء الجدد إلى الملك مقابل الإنعام عليه باللقب، ومع اندلاع ثورة 23 يوليو، وفي هذا اليوم من عام 1952 قرر مجلس قيادة الثورة إلغاء تلك الألقاب.
إلغاء ألقاب الجيش والشرطة
لم يكتفِ مجلس قيادة الثورة بإلغاء الألقاب المدنية التي تعكس تفاوت الطبقات، لكنه قرر إلغاء الرتب والألقاب العسكرية في عهد وزارة علي ماهر باشا الذي عينته الثورة رئيساً للوزراء في أول أيام قيامها وهي رتب اليوزباشي والصاغ والقائمقام والبكباشي والأميرالاي، وجعلوها في أسماء أخرى فأصبحت “ملازم أول ونقيب ورائد ومقدم وعقيد وعميد ولواء”، والسبب في ذلك أن الرتب السابقة كانت تميز الضباط الأحرار عندما قاموا بالثورة، كما أنها ظلت ملاصقة لهم فترة ليست قصيرة مثل البكباشي جمال عبد الناصر والصاغ جمال سالم.
تأميم الألقاب
في الوقت الحالي، أسرف الشارع المصري في استخدام لقب “باشا”، لجميع أصحاب الحرف والمهن وتداوله سائقين الميكروباص بكثرة في النداء على زبائنهم، كما أن أمناء وضباط الشرطة احتكروا نفس اللقب، كما أصبح لقب أفندي وبيه مصدرًا للسخرية فيقول أحدهم “انت يا فلان.. انت يا أفندي”.
ألقاب السيدات
السيدات كان لهن نصيب وحظ وفير من الألقاب التي انتشرت في عهد الملكية، وعلى رأس هذه الألقاب الأميرة؛ ذلك اللقب الذي تحظى به ابنة الملك أو اخته، أما لقب هانم فكان يطلق على السيدات المقربات من القصر الملكي، ويطلق حاليا كنوع من السخرية عندما يقول الرجل لزوجته “كنتي فين يا هانم”.
السينما والألقاب الملكية
انتشر لقب باشا في العديد من الأعمال السينمائية، وكان أشهر من نال هذا اللقب الفنان الراحل زكي رستم، حيث جسد دور الباشا في أكثر من عمل، بالإضافة إلى سليمان نجيب الذي حصل على لقب بك من الملك فاروق، أما لقب أفندي فقد برز في السينما من خلال تجسيد دور الموظف، كما أن لقب بيه كان أشهر من حصل عليه الفنان الراحل فريد شوقي عندما حصل عليه في فيلم الفترة بشخصية هريدي بيه، وفي عنوان يعكس عودة لقب باشا في هذا العصر، لإطلاقه على ضباط الشرطة، كان فيلم “الباشا تلميذ” الذي لعب بطولته كريم عبد العزيز.