أعلنت السلطات الروسية عن تعرض منطقة تروبشفسكي في مقاطعة بريانسك الحدودية لهجوم أوكراني اليوم الاثنين، وقالت إنها أجبرت الجيش الأوكراني على الخروج من بلدة ستارومايورسك بمقاطعة دونيتسك بعد تكبده خسائر كبيرة، تحدثت أوكرانيا عن تقدمها جنوب المدينة التي تسيطر عليها القوات الروسية.
وقال ألكسندر بوغوماز حاكم منطقة بريانسك إن قوات بلاده أحبطت هجوما أوكرانيا ليليا بطائرة مسيرة على منطقة تروبشفسكي، مضيفا أن الطائرة أصابت مركز للشرطة ولم ينتج عن الهجوم أي ضحايا، وأضاف الحاكم أن نوافذ وسقف مركز الشرطة تعرض لأضرار جراء الهجوم.
وأمس الأحد، قالت روسيا إنها أحبطت هجومين ليليين شنتهما طائرات مسيرة أوكرانية على موسكو التي أقفل أحد مطاراتها الدولية لفترة وجيزة، وعلى شبه جزيرة القرم جنوبي أوكرانيا، من دون أن يتسببا في وقوع إصابات.
ومنذ بدء أوكرانيا هجوما مضادا لاستعادة مناطق تسيطر عليها روسيا في شرق البلاد وجنوبها مطلع يونيو/حزيران الماضي، تزايدت الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيّرة على الأراضي الروسية أو شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014.
وفي مقاطعة فورونيج القريبة من الحدود الروسية مع أوكرانيا، قال الأمن الفدرالي الروسي اليوم الاثنين إنه اعتقل 3 مواطنين روس لنقلهم بيانات عن منشآت عسكرية إلى أوكرانيا.
جبهات القتال
وقالت القوات الموالية لروسيا في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا إنها أجبرت الجيش الأوكراني على الخروج من بلدة ستارومايورسك بعد تكبده خسائر كبيرة. وكانت القوات الأوكرانية قد استعادت البلدة الجمعة الماضي.
وأورد مراسل الجزيرة أن قصفا صاروخيا أوكرانيا استهدف وسط مدينة دونيتسك اليوم الأحد خلف قتيلين و6 مصابين، وأصاب حافلة للركاب، وأوضحت الإدارة المحلية أن نظام الدفاع الصاروخي اعترض ثلاثة صواريخ، بينما سقط صاروخ رابع وسط المدينة.
وفي الضواحي الشمالية لمدينة دونيتسك، قالت روسيا إن مدفعيتها دمرت وحدات للقوات الأوكرانية باتجاه بلدة أفدييفكا.
وبشأن جبهة باخموت في مقاطعة دونيتسك أيضا، قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن قوات بلادها تواصل تقدمها جنوب المدينة التي تسيطر عليها القوات الروسية، وأضاف ماليار أن القوات الروسية تحاول طرد الجيش الأوكراني من مواقع مرتفعة شمال شرقي باخموت، ولكن الأوكرانية تمكنت من البقاء في تلك المواقع.
وفي جبهة زاباروجيا (جنوب شرق)، أعلنت قوات الشرق في الجيش الروسي عن إحباط محاولتين هجوميتين للقوات الأوكرانية، وأضافت أنها دمرت عدد من الآليات، تشمل مدافع هاوتزر ومركبات قتالية للمشاة، فضلا عن محطة للحرب الإلكترونية.
وفي مقاطعة دنيبرو (وسط)، قال وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو، اليوم الاثنين، إن شخصا واحدا على الأقل قتل جراء قصف روسي بصاورخين طال مبنى سكنيا في مدينة كريفي ريه، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن سلطات الإنقاذ تحاول إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأفراد نتيجة القصف الروسي على المدنيين في كريفي ريه.
تصريح تولستوي
وقال بيوتر تولستوي، نائب رئيس الغرفة السفلى في الدوما (البرلمان الروسي) “في الوقت الحالي، نحن في موقف إما أن ننتصر فيه بهذه الحرب، أو نتوقف عن الوجود كشعب وأمة”.
وكانت موسكو سمت حربها على أوكرانيا بأنها “عملية عسكرية خاصة” تهدف إلى “اجتثاث النازية” في البلاد ونزع سلاح كييف، وهو ادعاء قوبل بالرفض على نطاق واسع من لدن كييف والقوى العالمية الكبرى.
وأضاف تولستوي خلال مقابلة مع قناة حكومية روسية “إما أن يدمرونا أو ندمرهم”، وتابع المسؤول الروسي “اسمحوا لي أن أكرر: مصير بلدنا على المحك إما نحن أو هم”.
وفي سياق متصل، حذر ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أمس الأحد من أن بلاده ستكون مجبرة على استخدام السلاح النووي في حال نجح الهجوم الأوكراني المضاد.
وأضاف ميدفيديف “تصوروا لو أن الهجوم المضاد المدعوم من حلف شمال الأطلسي ( الناتو) نجح وسيطر الأوكرانيون على جزء من أراضينا، حينها سنضطر لاستخدام السلام النووي تنفيذا لما تضمنه مرسوم أصدر رئيس روسيا”، في إشارة إلى العقيدة النووية لموسكو.
مبادرات السلام
قال أليكسي بوليشوك مدير الدائرة الثانية لبلدان رابطة الدول المستقلة بوزارة الخارجية الروسية في بيان إن بلاده تواصل الحوار حول آفاق التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية مع الصين والبرازيل والشركاء الأفارقة.
وجاء البيان اليوم الاثنين عقب قمة روسية أفريقية عقدت الأسبوع الماضي، وشهدت حث بعض القادة الأفارقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إنهاء الحرب في أوكرانيا.
في المقابل، قال أندري يرماك رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أمس الأحد إن المملكة العربية السعودية ستحتضن قريبا اجتماعا يتعلق بصيغة السلام الأوكرانية، مضيفا أن الاجتماع سيكون على مستوى مستشاري الأمن القومي لرؤساء الدول المشاركة في اللقاء.
وأضاف يرماك في بيان أن بلاده تتبنى هيكلية من 3 مراحل لتنفيذ صيغتها لإحلال السلام، الأولى هي الاجتماعات مع السفراء المعتمدين لدى كييف والمخصصة لمراجعة مفصلة لكل بند من بنود الصيغة، وتتمثل المرحلة الثانية في إقامة مشاورات للأمن القومي، لافتا إلى أن أوكرانيا بدأت بتنفيذها، في حين تكمن المرحلة الثالثة في تنظيم قمة عالمية تأسيسية على مستوى قادة الدول يمكن عقدها بحلول نهاية العام الحالي.