أصيب عشرات الفلسطينيين خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء أثناء اقتحامها المنطقة الشرقية في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
وتوغلت قوات إسرائيلية معززة بعشرات الآليات العسكرية في المنطقة لتأمين اقتحام المستوطنين لقبر يوسف القريب من مخيم بلاطة.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية مشاهد لاقتحام المستوطنين منطقة قبر يوسف في نابلس.
من ناحية أخرى، نشرت منصات ووسائل إعلام فلسطينية مشاهد لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المنطقة الشرقية من مدينة نابلس ومخيم عقبة جبر في أريحا.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن وزارة الصحة وصول إصابتين بالرصاص الحي والعشرات من حالات الاختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال الشوارع المحيطة بقبر يوسف.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن نحو 90 شخصا أصيبوا إثر استنشاق الغاز خلال المواجهات مع قوات الاحتلال.
من جانب آخر، قالت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح إن مقاتليها تصدوا لقوات الاحتلال خلال اقتحامها المنطقة الشرقية من نابلس ومحيط قبر يوسف بزخات من الرصاص والعبوات المتفجرة محلية الصنع.
شاهد | جانب من المواجهات التي اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم عقبة جبر بأريحا صباح اليوم. pic.twitter.com/JsNg2m2jeh
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) August 2, 2023
ويقتحم المستوطنون اليهود بشكل متكرر مدينة نابلس لأداء صلوات في قبر يوسف تحت حراسة قوات الاحتلال بدعوى أنه قبر النبي يوسف عليه السلام.
وينفي الفلسطينيون صحة ذلك، ويقولون إن عمر القبر لا يتعدى 200 عام، وإنه يعود لرجل مسلم سكن المنطقة قديما، يدعى يوسف دويكات.
ويأتي اقتحام نابلس ضمن تصعيد متواصل في الضفة الغربية المحتلة، مع تسارع وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية واعتداءات المستوطنين على القرى والبلدات الفلسطينية.
عملية معاليه أدوميم
وقام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجولة تفقدية بمشاركة وزير الدفاع ورئيس الأركان في مقر القيادة الوسطى للجيش الإسرائيلي في أعقاب عملية إطلاق نار في مستوطنة معاليه أدوميم شرقي القدس المحتلة، أمس الثلاثاء، أدت لإصابة 6 إسرائيليين.
وقال نتنياهو خلال الجولة إن كل من أقدم على قتل إسرائيلي تمت محاسبته وقتله، وفق تعبيره.
وتطرق نتنياهو لوضع الجيش على خلفية وقف آلاف المتطوعين بقوات الاحتياط خدمتهم العسكرية عقب تشريع تعديلات قضائية تثير خلافا واسعا في إسرائيل، قائلا إن الجيش قوي ولديه كفاءة عالية ومستعد لمواجهة كل التحديات على كل الجبهات.
وفي وقت سابق، طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير من مكان العملية بتسليح أكبر عدد من الإسرائيليين.
وقد وصفت فصائل المقاومة الفلسطينية عملية معاليه أدوميم بأنها رد على الاحتلال وممارساته، وأكدت أن الرد على الاعتداءات لن يتوقف.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب مهند المزارعة -الذي نفذ العملية- وهو من بلدة العيزرية بالقدس المحتلة.
واستشهد أمس أيضا الفتى محمد الزعارير (15 عاما) برصاص الاحتلال قرب بلدة السموع جنوب مدينة الخليل.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن “جرائم القتل خارج القانون” و”الاقتحامات الدموية العنيفة” تعد امتدادا “لحرب الاحتلال المفتوحة على الوجود الفلسطيني كجزء لا يتجزأ من سياسة إسرائيلية رسمية عابرة للحكومات”.
وأضافت أن هدف هذه السياسة “توسيع جرائم الضم التدريجي المتواصل للضفة الغربية المحتلة وتطبيق القانون الإسرائيلي على أجزاء واسعة منها بما يؤدي إلى إغلاق الباب أمام أي فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض”.
وفي وقت سابق، نددت الرئاسة الفلسطينية بأفعال قوات الاحتلال، وقالت إن “الصمت الدولي وغياب المحاسبة هو الذي شجع الاحتلال الإسرائيلي على التمادي في ارتكاب جرائمه”.
وأضاف المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان أن “حكومة الاحتلال تتحدى القانون الدولي بعمليات القتل اليومية، وتصر على المضي في عمليات القتل والإعدامات الميدانية، واقتحام المدن والقرى والمخيمات”.
وذكر أبو ردينة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية تتحملان مسؤولية تدهور الأوضاع وانفجارها، داعيا واشنطن إلى التدخل “لوقف البلطجة الإسرائيلية قبل فوات الأوان”.