نفى الجيش السوداني اليوم الأربعاء وجود هدنة مع قوات الدعم السريع، مؤكدا أن التفاوض متوقف حاليا، في حين حذرت قوات الدعم السريع من نشوب حرب أهلية في شرق البلاد.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، في بيان مقتضب، أن “الحديث عن الهدنة المزعومة غير صحيح ووفدنا لا يزال موجودا بالبلاد والتفاوض متوقف حاليا”.
وكانت صحيفة “سودان تربيون” الخاصة ذكرت، أمس الثلاثاء، أن بابكر فيصل القيادي بقوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق)؛ رجح التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد قريبا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأوضح فيصل أن “المفاوضات في منبر جدة تضع اللمسات الأخيرة على اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد”.
وكان الجيش السوداني أعلن الخميس الماضي عودة وفده التفاوضي إلى البلاد للتشاور، في حين قالت قوات الدعم السريع إن وفدها باق في مدينة جدة السعودية.
تطورات ميدانية
وفي التطورات الميدانية، قال مراسل الجزيرة إن الجيش السوداني وجه قصفا مدفعيا من منطقة “كرري” العسكرية شمالي مدينة أم درمان تجاه مواقع الدعم السريع وسط وجنوب المدينة.
وقال مصدر في الجيش السوداني للجزيرة إن قوات العمل الخاص التابعة لمنطقة أم درمان العسكرية نفذت هجوما على ما سماها مخابئ المليشيا المتمردة داخل منازل المواطنين، وقد أسفر عن مقتل 23 من قوات الدعم السريع، فضلا عن الاستيلاء على عدد من المركبات المقاتلة، وفق المصدر.
وحذرت قوات الدعم السريع من نشوب حرب أهلية بين مكونات شرق السودان، وقالت إن ملامح هذه الحرب بدأت بتسليح بعض القبائل مما يعد خطرا على النسيج الاجتماعي.
وقال بيان صادر عن الدعم السريع، إن التحركات العلنية لقيادات المؤتمر الوطني بشرق السودان، تتم بعلم الاستخبارات العسكرية، وتكشف عما قالت إنها مؤامرة يتعرض لها الشعب السوداني، وفق ما جاء في البيان.
اشتباكات في الخرطوم
تأتي هذه التطورات، في حين شهدت العاصمة الخرطوم، صباح اليوم الأربعاء، اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالأسلحة الثقيلة مع تحليق مكثف للطيران الحربي.
ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان قولهم إن الاشتباكات اندلعت في حيي الشجرة وجبرة في محيط سلاح المدرعات. ووفق الشهود، فإن مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، شهدت أيضا اشتباكات مسلحة، مع تحليق مكثف للطيران الحربي.
واتهمت قوات الدعم السريع، في بيان، قوات الجيش بقصف مباني مستشفى الأطباء في الخرطوم، مما أدى إلى تدمير المبنى.
وتابع البيان “تسبب القصف العشوائي في تدمير 18 مستشفى بما في ذلك المعدات والأجهزة الطبية مما أعاق عودة تلك المستشفيات للخدمة”.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، تدور اشتباكات عنيفة بين القوتين في العاصمة الخرطوم ومناطق عدة في دارفور وكردفان، مما أسفر عن سقوط نحو 3 آلاف قتيل، وفق إحصاءات غير رسمية، كما تشرد نحو 3 ملايين سوداني، إذ عبَر الآلاف منهم الحدود إلى دول الجوار، بينما نزح البقية داخليا.
ومع احتدام المواجهات، يتسابق الطرفان للسيطرة على المواقع العسكرية الإستراتيجية الموزعة بين مدن الخرطوم الثلاث “الخرطوم – أم درمان – الخرطوم بحري”.
ويتبادل الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.