تدور -اليوم السبت- معارك عنيفة في عدة أحياء بالعاصمة السودانية بين الجيش وقوات الدعم السريع، وبينما قدمت وزارة الصحة صورة قاتمة عن أوضاع المستشفيات، حذرت الأمم المتحدة مجددا من تداعيات الصراع على المدنيين.
وقد أفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش شن السبت قصفا، بالمدفعية الثقيلة، على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع جنوب وغرب مدينة أم درمان ومنطقة سوبا جنوب الخرطوم.
وقالت مصادر محلية للجزيرة إن الطائرات الحربية التابعة للجيش واصلت التحليق بشكل مكثف، في سماء مدن العاصمة الثلاث.
وأفادت هذه المصادر بسماع دوي إطلاق نار بأسلحة ثقيلة للدعم السريع، وسط وجنوب أم درمان ومركز الخرطوم وشرق النيل.
مناطق محورية
كما أفاد مصدر عسكري في الجيش باندلاع اشتباكات مع الدعم السريع، في محيط سلاح المدرعات التابع للجيش بمنطقة جبرة جنوبي الخرطوم.
وأفاد شهود عيان للأناضول بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيش والدعم السريع في حي اللاماب الواقع شمال غربي سلاح المدرعات للجيش جنوبي الخرطوم.
وأضاف الشهود أن الأحياء في منطقة العشرة والنزهة الواقعة شرق سلاح المدرعات تسمع فيها أصوات المدافع والأسلحة الثقيلة.
وذكر آخرون أن أحياء جنوبي أم درمان غربي العاصمة تشهد أيضا اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع، وأن أصوات المدافع والأسلحة الثقيلة تدوي بكثافة منذ وقت مبكر صباح اليوم.
وتأتي هذه التطورات غداة إعلان رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان تشكيل لجنة تعنى بجرائم الحرب، وحصر انتهاكات وممارسات قوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
المخابرات إلى جانب الجيش
من جانبه، قال مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مُفضَّل إن قوات الجهاز تقاتل مع الجيش تحت قيادة القائد العام للجيش البرهان.
وأضاف مفضل -لدى تفقده قوات جهاز المخابرات بمحلية كرري شمالي أم درمان- أنه يجب دحر وهزيمة ما سماها مليشيات الدعم السريع.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش والدعم السريع اشتباكات دامية خلّفت أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
في غضون ذلك، قالت الخارجية الأميركية إن مجموعة الترويكا (النرويج وبريطانيا والولايات المتحدة) تدين العنف المستمر في دارفور، لاسيما التقارير المتعلقة بعمليات القتل على أساس العرق والعنف الجنسي الواسع النطاق من قبل قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها.
وأضافت الخارجية الأميركية أن الدول الثلاث تدعو جميع الأطراف إلى الوقف الفوري للهجمات في دارفور، ومحاسبة المسؤولين والسماح بالوصول إلى المناطق المتضررة حتى يمكن التحقيق في الانتهاكات، إضافة إلى وصول المساعدات الإنسانية.
المرضى والأطفال
ومن جديد، حذرت الأمم المتحدة من تداعيات النزاع في السودان على المدنيين.
وقال تيد شيبان نائب المدير التنفيذي للعمل الإنساني وعمليات الإمداد لليونيسيف إن الأطفال يواجهون وضعا غير مسبوق.
وأشار إلى أن الأرقام الرسمية كشفت عن مقتل أو إصابة طفل كل ساعة منذ بدء الحرب في السودان، مؤكدا أن العدد الإجمالي الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.
وقالت وزارة الصحة السودانية في تعميم موجه إلى المرضى وأسرهم، إن كل أدوية غسل وزراعة الكلى قد نفدت من مخازن الإمدادات الطبية.
وطبقا للوزارة، يوجد في السودان 8000 آلاف مريض يحتاجون إلى الغسل الكلوي و4500 مريض خضعوا لزراعة الكلى.
ويحتاج مرضى الغسل الكلوي إلى 210 آلاف جلسة كل ثلاثة أشهر، بينما تم توفير ألفاً 133 ألف جلسة بين كل مراكز غسل الكلى.
وأعربت الوزارة عن أملها في وصول شحنات من أدوية الكلى سريعا بعد طلبها من عدة جهات.