مؤخرًا تم اكتشاف رأسين منحوتين لإلهين يونانيين في تركيا، وهما أفروديت وديونيسوس، في مدينة آيزانوي القديمة غرب تركيا. تعد آيزانوي موطنًا لعدد من المباني العامة الضخمة التي تعود إلى الفترة بين الإمبراطورية الرومانية المبكرة والقرن الثالث الميلادي، بما في ذلك معبد زيوس، وهو واحد من أكثر المعابد المحفوظة جيدًا في العالم ومدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي المؤقت منذ عام 2012.
حفريات
أكد جوخان كوسكون، عالم الآثار في جامعة “دوملوبينار” ومنسق أعمال الحفريات، أهمية هذا الاكتشاف، مشيرًا إلى أنه يؤكد وجود الثقافة الشركية لليونان القديمة والاعتقاد بالآلهة والكائنات الخارقة للطبيعة في العصر الروماني. وأشار إلى أن هناك ورشة نحت قد تكون قائمة في المنطقة نظرًا لاكتشاف أجساد تماثيل سابقة في المدينة.
تمّ سابقًا العثور على تمثال “Hygieia”، آلهة الصحة والنظافة اليونانية، في آيزانوي أيضًا، بدون رأس. وقد كشفت الحفريات السابقة عن عناصر تعود إلى “Hygieia”، مما يشير إلى وجود بناء ومبانٍ متعلقة بالعبادة الصحية في آيزانوي خلال العصر الروماني.
أعمال تنقيب
يعود تاريخ أعمال التنقيب في آيزانوي إلى العام 1824، حيث قاد علماء الآثار الأتراك أعمال التنقيب لعقود، وانضم المعهد الأثري الألماني للتنقيب في عام 1830. استمرت الحفريات حتى عام 1926، واستؤنفت في عام 1970 وما زالت مستمرة حتى اليوم.
تعد آيزانوي مركزًا سياسيًا واقتصاديًا مهمًا في العصر الروماني، وتحتوي على معبد زيوس المحفوظ جيدًا ومسرح ضخم ومنحوتات هامة وغيرها من المعالم. يعود الاستيطان في المنطقة إلى العصر البرونزي، وفي الفترة الهيلينستية، تم تبادل السيطرة على المدينة بين مملكة برغاموم ومملكة بيثينيا، قبل أن تمتلكها روما في عام 133 قبل الميلاد.
زاهي حواس وتمثال أفروديت
الجدير بالذكر أنه خلال عام 1975، استطاع الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار السابق، العثور على تمثال أفروديت الأثري، إذ كانت هذه اللحظ نقطة تحول في حياته. وقد أعرب الدكتور حواس عن حبه العميق للآثار وشغفه بها منذ ذلك الحين، مشيرًا إلى أن هذا الاكتشاف غير مجرى حياته بشكل كبير. إذ أصبحت الآثار جزءًا أساسيًا من هويته ومهنته، وعاشقًا لاكتشاف الماضي والحفاظ على تراث البشرية.