تبادلت كل من روسيا وأوكرانيا خلال الساعات الأخيرة الاتهامات بشأن قصف عدة أهداف، من بينها ناقلة نفط ومبنى جامعي روسيان، ومركزا للدم بلدة كوبيانسك شرقي خاركيف، وقد توعد الطرفان برد قوي.
وقالت الوكالة الفدرالية الروسية للنقل البحري إن ناقلة روسية تعرضت لهجوم بزورق مسيّر قرب شبه جزيرة القرم، مما تسبب في حدوث ثقب في غرفة المحركات.
وفي رد فعلها على هذا التطور، دانت الخارجية الروسية ما وصفته بالهجوم الإرهابي، وقالت إن موسكو سترد بقوة على هجمات كييف.
وقال مصدر في جهاز الأمن الأوكراني لوكالة الصحافة الفرنسية السبت، إن أوكرانيا نفذت ضربة بمسيرة على ناقلة نفط روسية في مضيق كيرتش.
وأضاف أن جهاز الأمن الأوكراني قام ليلا بتفجير “إس أي جي”، وهي ناقلة نفط كبرى تابعة للاتحاد الروسي كانت تنقل الوقود للقوات الروسية، مشيرا إلى أن الجهاز “نفذ عملية خاصة أخرى ناجحة بالتعاون مع البحرية”.
وأشار إلى أن هذه “العملية الخاصة” الجديدة نُفّذت “بنجاح” بالتنسيق مع البحرية في المياه الإقليمية الأوكرانية بواسطة مسيّرة بحرية ومتفجّرات، مؤكداً أن السفينة “كانت محملة بكمية كبيرة من الوقود بحيث أمكن رؤية المفرقعات تنفجر من بعيد”.
نفي أوكرانيا
في المقابل، نفى الناطق باسم قيادة القوات البحرية الأوكرانية دميترو بليتينتشوك، أي علاقة لقوات البحرية الأوكرانية بالهجمات التي استهدفت سفنا روسية في البحر الأسود.
واتهم المسؤول الأوكراني في مقابلة سابقة مع الجزيرة روسيا بأنها المعتدية منذ 2014 وأنها تسعى لحصار أوكرانيا بحريا في الجزء الجنوبي للبلاد.
وتزايد عدد الهجمات في البحر الأسود بين الطرفين منذ أن رفضت موسكو في منتصف يوليو/ تموز الماضي تمديد العمل باتفاق رعته الأمم المتحدة كان يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، رغم الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا منذ فبراير/ شباط 2022.
وفي سياق متصل بالتطورات الميدانية، نقلت وكالة رويترز عن أليكسي كوستروبيتسكي وزير الطوارئ الذي عينته روسيا في مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا، قوله إن القوات الأوكرانية استخدمت ذخائر عنقودية في قصف مبنى جامعي في المدينة الليلة الماضية، مما تسبب في اشتعال حريق.
وقال مسؤول الطوارئ في مدينة دونيتسك إن النيران شبت في سقف خشبي بالمبنى الأول لجامعة الاقتصاد والتجارة في أعقاب القصف الأوكراني.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن كوستروبيتسكي وخدمات الطوارئ القول إن الحريق امتد إلى مساحة تبلغ حوالي 1800 متر مربع قبل السيطرة عليه في وقت مبكر اليوم الأحد.
وفي الوقت الذي أكدت فيه رويترز أنه لم يتم التحقق بشكل مستقل من المعلومات، لم يصدر تعليق فوري من أوكرانيا على القصف المزعوم، في حين ينفي الطرفان استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية.
ضربات واستهداف
يأتي ذلك بينما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن القوات الروسية وجهت 70 ضربة للأراضي الأوكرانية بصواريخ جوية وبحرية ومسيرات “شاهد” خلال الليل.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قنبلة روسية موجهة استهدفت مركزا لنقل الدم في بلدة كوبيانسك شرقي خاركيف في وقت متأخر من مساء السبت، معلنا عن سقوط قتلى وجرحى.
وأضاف أن “جريمة الحرب هذه تقول كل شيء عن العدوان الروسي. وحوش تدمر كل ما يسمح بالعيش”.
وجاء الهجوم بعد وقت قصير من إعلان زيلينسكي في كلمته اليومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن هجوم صاروخي روسي على منشآت تابعة لمجموعة “موتور سيش” التي تصنع محركات للطائرات والمروحيات.
وأممت الدولة الأوكرانية عام 2021 مجموعة “موتور سيش” ثم باتت تديرها مباشرة إلى جانب شركات أخرى انطلاقا من “أهميتها الإستراتيجية”. وتتولى وزارة الدفاع إدارة أصول هذه الشركات بهدف “تأمين الحاجات الملحة للقوات المسلحة”.
ويقع مقر المجموعة في زاباروجيا جنوب شرق أوكرانيا التي تحتل القوات الروسية جزءا منها.
يشار إلى أن روسيا بدأت حربها على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، وفشلت في محاولتها الاستيلاء على العاصمة كييف، لكنها استولت على مساحات شاسعة من الأراضي في الشرق في حين تقاتل القوات الأوكرانية المدعومة من الغرب لاستعادتها.