قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إن التوبة إلى الله من الأخلاق التي ينبغي أن يتخلق بها الفارس النبيل التوبة، التوبة في اللغة العود والرجوع, يقال : تاب إذا رجع عن ذنبه وأقلع عنه.
أهمية التوبة إلى الله
وتابع علي جمعة من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: إذا أسند فعلها إلى العبد يراد به رجوعه من الزلة إلى الندم، يقال : تاب إلى الله توبة ومتابًا : أناب ورجع عن المعصية, وإذا أسند فعلها إلى الله تعالى يستعمل مع صلة (على) يراد به رجوع لطفه ونعمته على العبد والمغفرة له, يقال : تاب الله عليه : غفر له وأنقذه من المعاصي. قال الله تعالى : (ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [التوبة :118].
وأوضح علي جمعة أن في الاصطلاح التوبة هي : الندم والإقلاع عن المعصية من حيث هي معصية، لا لأن فيها ضررًا لبدنه وماله, والعزم على عدم العود إليها إذا قدر. وعرفها بعضهم بأنها : الرجوع عن الطريق المعوج إلى الطريق المستقيم. وعرفها الغزالي بأنها : العلم بعظمة الذنوب, والندم، والعزم على الترك في الحال والاستقبال والتلافي للماضي.
وبين أن هذه التعريفات وإن اختلفت لفظًا هي متحدة معنى. وقد تطلق التوبة على الندم وحده إذ لا يخلو عن علم أوجبه وأثمره وعن عزم يتبعه, ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :«الندم توبة» [رواه أحمد، وابن ماجة، وابن حبان، والبيهقي في الكبرى، والحاكم في المستدرك]، والندم توجع القلب وتحزنه لما فعل وتمني كونه لم يفعل.
وشدد علي جمعة أن التوبة من المعصية واجبة شرعًا على الفور باتفاق العلماء; لأنها من أصول الإسلام المهمة وقواعد الدين, وأول منازل السالكين, قال الله تعالى : (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور :31]. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) [رواه أحمد والترمذي وصححه الحاكم في المستدرك].
ودعا علي جمعة قائلا: اللهم إنا نسألك التوبة دوامها ، ونعوذ بك من المعصية واسبابها ، ونسألك أن تجعل أخر كلامنا لا إله إلا الله موقنين بها ، واخرجنا يا مولانا من الدنيا سالمين من وبالها ، وارحنا من الدنيا وهمومها إلي الجنة ونعيمها ، والطف بنا لطف الحبيب في الشدائد ونزولها ، يا رجاء المذنبين يا قابل التائبين يا راحم المساكين .