كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية في تقرير لها أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقدم دعمًا عسكريًا لقوات الدعم السريع، التي تقاتل الجيش السوداني، وسط قلق أميركي من هذا الدعم.
وقالت الصحيفة إن طائرة شحن إماراتية هبطت في مطار أوغندي بداية يونيو/حزيران الماضي تأكد أنها كانت تحمل أسلحة وذخيرة، في الوقت الذي كانت تُظهر فيه وثائق رسمية أن الطائرة تحمل مساعدات إنسانية إماراتية إلى اللاجئين السودانيين.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين أوغنديين قولهم، إن الطائرة الإماراتية سُمح لها بعد ذلك بمواصلة رحلتها إلى مطار أم جرس شرق تشاد، وأكّدوا أنهم تلقّوا بعد ذلك أوامر من رؤسائهم بالتوقّف عن تفتيش الرحلات القادمة من الإمارات العربية المتحدة، وجرى تحذيرهم من التقاط أي صورة لتلك الطائرات.
وقالت الصحيفة الأميركية إن الهيئات الأممية وجمعيات حقوق الإنسان اتّهمت قوات الدعم السريع -التي يقودها محمد حمدان دقلو الشهير باسم حميدتي- بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، بما في ذلك قتل المدنيين.
موقف الإمارات
وتابعت أن حكومة الإمارات أكّدت -ردًّا عن أسئلتها- أنها تؤيّد حلًا سلميًا للصراع في السودان، وتسعى لتقديم كل أشكال الدعم للتخفيف من المعاناة الإنسانية التي تعيشها البلاد، ومن بينها تقديم المساعدات الطبية والغذائية، وبناء مستشفى ميدانيًا في دولة تشاد المجاورة.
كما نقلت “وول ستريت جورنال” عن متحدث باسم قوات الدعم السريع قوله إنهم لا يحصلون على أسلحة أو أي إمدادات عسكرية من الإمارات، نافيًا أن يكون مسلحو التنظيم قد ارتكبوا أي انتهاكات حقوقية.
وحسب الصحيفة، فإن دولة الإمارات تراهن على دعم قوات حميدتي لحماية مصالحها في السودان والاستفادة من موقعه الإستراتيجي على البحر الأحمر ونهر النيل، والوصول إلى احتياطات الذهب السودانية الهائلة. علمًا أن من أهم مصالح الإمارات بالسودان مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية، وحصة في ميناء مخطّط له على البحر الأحمر بكلفة 6 مليارات دولار.
فاغنر
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن مراقبي الأمم المتحدة سبق واتّهموا الإمارات بإرسال أسلحة إلى قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، وبينها مسيّرات وقنابل موجهة بالليزر وعربات مدرّعة.
وأضافت أن القاسم المشترك بين حفتر وحميدتي أنهما عمِلا مع قوات فاغنر الروسية، ما مكّنها من الوصول إلى حقول نفط ليبيا، وكذلك مناجم الذهب في السودان.
ونقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن نقل شحنات الأسلحة الإماراتية لقوات الدعم السريع يزيد من حدة الاحتكاك بين الإمارات والولايات المتحدة، التي تحاول التوسّط لإنهاء الحرب.
قلق أميركي
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الخارجية الأميركية قوله “سنكون قلقين بشأن التقارير التي تتحدّث عن أي دعم خارجي لأي من طرفي النزاع”، مضيفًا بأن واشنطن تواصل التنسيق مع الإمارات وعدد من الشركاء الآخرين، للضغط لأجل وقف الأعمال العدائية في السودان، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين.
وأكّدت الصحيفة أن مصادر أميركية مطّلعة كشفت أن واشنطن على علم بشحنات الأسلحة الإماراتية إلى قوات الدعم السريع، وسبق وأبلغت أبو ظبي بمخاوفها.
هبوط الطائرة الإماراتية في تشاد أثار -حسب وول ستريت جورنال- تساؤلات حول ولاءات الحكومة التشادية، حيث تعدّ كلٌّ من واشنطن وباريس الرئيس محمد ديبي حليفًا ضد التوسع الروسي في المنطقة.
وقد حذّر الأميركيون -في وقت سابق- الرئيس ديبي من أن زعيم مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، عمِل مع مسلحين تشاديين لزعزعة استقرار البلاد.