أطلقت القوات الروسية اليوم الجمعة صواريخ فرط صوتية استهدف بعضها طيارين يتدربون على طائرات “إف-16″، وبينما يحتدم القتال بأطراف مقاطعة خاركيف وسط تقدم روسي، أقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادة عسكرييين مسؤولين عن التجنيد.
وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن طائرة روسية من طراز “ميغ-31” أطلقت 4 صواريخ فرط صوتية من طراز “كينجال”، مشيرة إلى أنه تم إسقاط أحدها في سماء كييف، في حين سقطت 3 أخرى بالقرب من مطار عسكري في مقاطعة إيفانو فرانكيفسك (غرب).
وقال حاكم المقاطعة إن أحد الصوايخ أصابت فناء منزل، مما أسفر عن مقتل طفل وإصابة آخرين، مشيرا إلى تسجيل أضرار مادية في البنية التحتية.
وأكد المتحدت باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات أن الصواريخ التي سقطت في مقاطعة إيفانو فرانكيفسك كانت تستهدف على الأرجح طيارين كانوا سيسافرون قريبا إلى الغرب للتدرب على مقاتلات “إف-16″، التي طلبت كييف تزويدها بها.
ودفع القصف الصاروخي الروسي على كييف ومناطق أخرى السلطات لتفعيل منظومات الدفاع الجوي، وقالت الجيش الأوكراني إن روسيا أطلقت في الساعات الأخيرة 5 صواريخ مجنحة، ونفذت 61 غارة جوية.
طائرات مسيرة ومعارك
ويأتي القصف الصاروخي الروسي في وقت تتزايد فيه الهجمات بالطائرات المسيرة على موسكو ومناطق أخرى في روسيا.
وفي السياق، أعلن عمدة موسكو أن منظومات الدفاع الجوي الروسي أسقطت اليوم الجمعة مسيرة أوكرانية فوق المدينة، ونفى وقوع أي إصابات نتيجة سقوط المسيرة قرب منطقة كاراميشيفسكايا شمال غرب العاصمة.
وأظهرت مقاطع الفيديو إغلاق الطرقات قرب الجسر وتطويق مدخل حديقة موسكفوريتسكي.
كما أكد حاكم مقاطعة كورسك الروسية إسقاط مسيرتين أوكرانيتين كانتا تقتربان من المقاطعة، التي لا تبعد كثيرا عن الحدود مع أوكرانيا.
وفي التطورات الميدانية، قال المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية أندريه كوفاليف اليوم إن قوات بلاده صدت هجوما روسيا في منطقة كوبيانسك بمقاطعة خاركيف (شمال شرق) وليمان شمالي مقاطعة دونيتسك (شرق).
وأضاف أن قواته تواصل هجومها على أكثر من محور في مدينة باخموت ومقاطعتي دونيتسك وزاباروجيا (جنوب شرق).
في المقابل، أعلن الجيش الروسي اليوم أنه واصل تقدمه في اتجاه كوبيانسك، وصد هجمات أوكرانية بالمنطقة، وبسبب هذا التقدم اضطرت السلطات الأوكرانية لإخلاء 37 بلدة يقع معظمها بالقرب من الجبهة.
كما قال الجيش الروسي إن مدفعيته دمرت معقلا للقوات الأوكرانية قرب بلدة كيلشيفكا جنوب باخموت، وأحبطت محاولات القوات الأوكرانية للتقدم في المنطقة.
وفي زاباروجيا، أفادت الإدارة العسكرية الأوكرانية بمقتل امرأة وإصابة 19 في قصف روسي استهدف أحد فنادق المدينة، وقالت الداخلية الأوكرانية إن الصاروخ المستخدم هو روسي من نوع “إسكندر”.
ووصف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا دينيس براون الهجوم بغير المقبول، مشيرا إلى أن موظفي الأمم المتحدة وممثلي المنظمات الإنسانية الأخرى استخدموا الفندق خلال عملياتهم الإغاثية في المنطقة.
تغيير قادة عسكريين
على صعيد آخر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة إقالة جميع رؤساء مراكز التجنيد العسكري في أوكرانيا من مناصبهم بسبب مخاوف تتعلق بالفساد.
وقال زيلينسكي -في بيان- إن مراجعة لمراكز التجنيد العسكري في أوكرانيا كشفت عن مخالفات مهنية محتملة تتراوح بين الإثراء بطرق غير قانونية ونقل رجال مؤهلين للتجنيد عبر الحدود، رغم وجود حظر على ذلك في وقت الحروب.
وأضاف أن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني هو المسؤول عن تنفيذ القرار، موضحا أن جهاز الأمن الداخلي الأوكراني سيتحرى عن المرشحين الجدد للمناصب.
وتابع الرئيس الأوكراني “هذا النظام يجب أن يديره أشخاص على دراية تامة بماهية الحرب ولماذا يعد التهكم والرشاوى خلال الحرب خيانة”.
وباتت أوكرانيا تضع مكافحة الفساد ضمن أولوياتها الرئيسية في وقت تسعى فيه للوفاء بمعايير الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وتواجه أوكرانيا تحديات في التجنيد العسكري مع اقتراب الحرب مع روسيا من شهرها الـ18، في وقت تضرب فيه فضائح الجيش الأوكراني من وقت لآخر، فتكشف عن وقائع فساد مالي أو قسوة أساليب التجنيد.
ومنذ الرابع من يونيو/حزيران الماضي، تشن القوات الأوكرانية هجوما مضادا في شرقي البلاد وجنوبيها، ولم تحرز حتى الآن إلا تقدما بطيئا محدودا، ويقر مسؤولون أوكرانيون بصعوبة التقدم بسبب حقول الألغام والتحصينات الدفاعية الروسية القوية.