نفتْ دولة الإمارات العربية المتحدة انحيازها لأي من طرفي الحرب في السودان، أو أنها زوّدت أحد طرفي الحرب هناك بالسلاح والذخيرة.
وجاء النّفي الإماراتي بعد تقارير صحفية تحدّثت عن تقديم أبو ظبي لدعم عسكري كبير لقوات الدعم السريع، التي تقاتل الجيش السوداني منذ أبريل/نيسان الماضي، الأمر الذي أزعج الولايات المتحدة، التي تتوسّط بين الطرفين لإنهاء القتال بينهما.
وقالت عفراء الهاملي مديرة إدارة الاتصال الإستراتيجي بالخارجية الإماراتية، في بيان إن الإمارات “لا تنحاز إلى أي طرف في الصراع الحالي الذي يجتاح السودان، وتسعى إلى إنهاء الصراع، وندعو لاحترام سيادة السودان”.
وأشارت إلى أن بلادها دعتْ “منذ بداية الصراع إلى وقف التصعيد، ووقف إطلاق النار، وبدء الحوار الدبلوماسي”.
وتطرّقت المسؤولة الإماراتية وعدّدت المساعدات الإنسانية التي قدّمتها بلادها لإغاثة اللاجئين السودانيين، كما أقامت مستشفًا ميدانيًا في تشاد لمساعدة الفارّين من الحرب.
تقرير وول ستريت
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية قد كشفت قبل أيام أن الإمارات تقدّم دعمًا عسكريًا لقوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو، الشهير باسم حميدتي.
وحسب الصحيفة فقد هبطت طائرة شحن إماراتية في مطار أوغندي بداية يونيو/حزيران الماضي، تأكّد أنها كانت تحمل أسلحة وذخيرة، في الوقت الذي كانت تُظهر فيه وثائق رسمية أن الطائرة تحمل مساعدات إنسانية إماراتية إلى اللاجئين السودانيين، وسُمح للطائرة بمواصلة رحلتها إلى مطار أم جرس شرق تشاد.
وحسب الصحيفة، فإن الإمارات تراهن على دعم قوات حميدتي لحماية مصالحها في السودان، والاستفادة من موقعه الإستراتيجي على البحر الأحمر ونهر النيل، والوصول إلى احتياطات الذهب السودانية الهائلة.
علمًا أن من أهم مصالح الإمارات بالسودان: مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية، وحصة في ميناء مخطّط له على البحر الأحمر بكلفة 6 مليارات دولار.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين قولهم إن نقل شحنات الأسلحة الإماراتية لقوات الدعم السريع، يزيد من حدّة الاحتكاك بين الإمارات والولايات المتحدة، التي تحاول التوسّط لإنهاء الحرب.
وأكّدت الصحيفة أن مصادر أميركية مطّلعة كشفت أن واشنطن على عِلم بشحنات الأسلحة الإماراتية إلى قوات الدعم السريع، وسبق وأبلغت أبو ظبي بمخاوفها.