شارك الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في المؤتمر الذي ينظمه منتدى حوار الثقافات للهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بعنوان: “نحو سلام مجتمعي .. الدين ورسالة السلام”.
حضر المؤتمر، الدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية، والأستاذ حمدي رزق، الكاتب الصحفي، والدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، و سميرة لوقا رئيس أول قطاع الحوار بالهيئة القبطية، والدكتور حمدي حسين، رئيس جامعة الأقصر، والدكتور أيمن عثمان، رئيس جامعة أسوان، وحلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق، والدكتور صموئيل روزفي، عميد كلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة، والدكتور سعيد المصري أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، والدكتور جابر طايع رئيس القطاع الديني الأسبق، وعدد من الواعظات والقيادات الدينية الإسلامية والمسيحية، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وكبار الكتاب والمثقفين والإعلاميين.
وفي كلمته أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الأديان السماوية كلها سلام وكلها تسامح وكلها محبة، وأن مصر حضارةً وثقافةً وتاريخًا بلد التسامح والسلام، فمصر دولة عظيمة تمارس سياسة شريفة ونظيفة، والرئيس عبد الفتاح السيسي جعل من رسالة التسامح والسلام أحد أهم أهداف ومعالم الجمهورية الجديدة، فاقترن بناء المساجد ببناء الكنائس في لحمة وطنية فريدة.
كما أكد وزير الأوقاف أن إقامة هذا المؤتمر رسالة تسامح وسلام، غير أننا يجب أن نفرق بين التسامح الحقيقي وادعاءات التسامح، وبين السلام الحقيقي والسلام الزائف، السلام الحقيقي لا تآمر فيه ولا محاولة لإفشال الدول فيه ولا خيانة فيه، علمنا ديننا أن المسلم من سلم الناس كل الناس من لسانه ويده، وأن نحفظ العهود، حيث يقول الحق سبحانه: “وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ”.
وأكد أن التسامح ليس كلامًا، التسامح الحقيقي يعني نبذ الكراهية، ويعني احترام الآخر والحفاظ على شعوره، التسامح الديني لا يحرق كتب الآخرين المقدسة، ولا يتعرض لرموزهم الدينية بسوء ، ولا يعتدي على مقدساتهم، ومن ثم نعلن أن الاعتداء المتكرر على الأقصى لا يخدم التسامح الديني ولا التعايش السلمي.
وقال وزير الأوقاف، إن حرق الكتب المقدسة هو عين العصبية البغيضة العمياء، وأن السماح به يغذي الجماعات الإرهابية والمتطرفة، ويدفع بعض الشباب دفعًا نحو التطرف، والخوف كل الخوف أن يفلت الأمر من أيدي الحكماء والعقلاء فتكون فتنة لا تبقي ولا تذر.
ومن هنا نقول لكل عُقلاء العالم وحُمَاتِهِ تعالوا معًا نواجه التحديات المشتركة من كوارث تغيرات المناخ، وأسباب الهجرة غير الشرعية، وقضايا البيئة ووقف نزيف الحروب، وحالات الاستقطاب العالمي الحادة، تلك القضايا والتحديات التي تشكل مصيرًا مشتركًا للإنسانية جمعاء، ولا يمكن لأحد وحده أو دولة وحدها أيًّا كانت قدراتها حل هذه المشكلات العويصة.
وأكد وزير الأوقاف في كلمته أن الدولة الوطنية هي صمام أمان التسامح بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، محذرًا من دعاوى اليأس والإحباط، مؤكدًا أنه لا بد من تعزيز الطموح وبذل الجهد وإتقان العمل وبناء الأوطان وعمارتها.
كما أكد أن مصر دولة عظيمة تمارس سياسة شريفة ونظيفة، لا تتاجر بمحن الآخرين أو قضايا اللاجئين، أو دورها في الحد من الهجرة غير الشرعية، لأنه تعدٍّ، وترى أن ما تقوم به هو واجبها الذي تفرضه قيمنا الدينية والأخلاقية والإنسانية، وتحيا مصر.