نجحت مصر خلال السنوات الماضية، في إنشاء أحد المشروعات الهامة بداخل تنزانيا، لمساعدتها بشكل حقيقي وفعّال في التنمية، حيث تعمل الشركات المصرية هناك على إنشاء سد جوليوس نيرير، لتوليد الطاقة الكهربائية، وكشف المهندس أيمن عطية، مدير مشروع سد تنزانيا السابق، وعضو مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، والمشرف على مشروع سد جوليوس نيريري، عن تفاصيل الانتهاء من الملء الأول لسد جوليوس نيريري في تنزانيا.
وأكد عطية خلال تصريحات إعلامية، أن شركة المقاولون العرب لا تزال مُشرفة على عمليات تشغيل سد جوليوس نيريري، وهو ما يمنح مصر ثقة كبيرة أمام تنزانيا وأفريقيا، مشددا على تأكيد الحكومة بالالتزام بالجودة والتوقيتات الخاصة بالمشروع وعملية الملء، حيث يجرى أعمال تركيب التوربينات على قدم وساق.
مصر تنضم لكبار صنّاع السدود
وأكد أن مصر انضمت لنادي كبار صناعة السدود، هي صناعة دقيقة جديدة، وبالفعل مصر في مصاف الدول الكبري في تنفيذ مشروعات السدود، والمقاولون العرب إحدى أذرع الدولة المصرية، مشددا على التزام القاهرة بالمواصفات الفنية والقياسية وتسليم السد في 2024 وخاصة بعد تنفيذ الملء الأول له، مشيرًا إلى أنه تم تخزين المياه عند منسوب 164 مترا فوق سطح البحر خلال موسم الأمطار والنسبة الأعلى من الحد الأدنى لتشغيل التوربينات 163 مترًا، فيما يتوقع أن يفتتح العام القادم 2024.
أما عن أهداف سد جوليوس نيريري، فقد كشف عنها في وقت سابق، اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير، وهي كالتالي:
- السيطرة على فيضان نهر روفيجي.
- توليد الطاقة.
- الحفاظ على البيئة.
وأضاف أن سد جوليوس نيريري، عبارة عن إنشاء سد بطول 1025 متراً عند القمة بارتفاع 131 متراً بسعة تخزينية حوالي ٣٤ مليار م3، ومحطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجاوات، مشيرا إلى أن المحطة تقع على جانب نهر روفيجي بمنطقة موروغورو جنوب غرب مدينة دار السلام (العاصمة التجارية وأكبر مدن دولة تنزانيا).
4 سدود وأكبر محطة توليد كهرباء
وأكد أن المحطة ستكون الأكبر في تنزانيا لتوليد الكهرباء بطاقة كهربائية 6307 آلاف ميجاوات/ساعة سنويا، فيما سيتم نقل الطاقة المتولدة، عبر خطوط نقل الكهرباء جهد 400 كيلو فولت إلى محطة ربط كهرباء فرعية، حيث سيتم دمج الطاقة الكهربائية المتولدة مع شبكة الكهرباء العمومية.
وأوضح أن المشروع يشمل إنشاء 4 سدود فرعية لتكوين الخزان المائي، وسدين مؤقتين أمام وخلف السد الرئيسى، لعمل التجفيف والتحويل أثناء تنفيذ السد الرئيسى، بالإضافة إلى مفيض للمياه بمنتصف السد الرئيسي، مفيض طوارئ ونفق بطول 660 متراً لتحويل مياه النهر، و3 أنفاق لمرور المياه اللازمة لمحطة الكهرباء، وكوبرى خرسانى دائم، و 2 كوبرى مؤقت على نهر روفيجى، ويتم خدمة منطقة المشروع بإنشاء طرق مؤقتة وطرق دائمة لتسهيل الحركة وربط مكونات المشروع.
في هذا الصدد، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا، والموارد المائية في جامعة القاهرة، إن سد جوليوس نيريري، الذي يقع على نهر روفيجي، عندما تم عرض المشروع على الرئيس التنزاني، طالب بأن يكون المشروع على أحد الأنهار التنزانية وبعيدا عن حوض النيل، للحفاظ على العلاقات الودية مع مصر، مشيرا إلى أن نهر روفيجي هو أحد أطول الأنهار في تنزانيا بطول 600 كيلو متر.
ضعف ما تنتجه تنزانيا من كهرباء
وأضاف شراقي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن سد جوليوس، تقوم مصر على إنشائه، ومن المقرر أن يولد الكهرباء ويمثل ضعف ما تنتجه تنزانيا من الكهرباء، مؤكدا أن الهدف من المشروع غير ربحي، وتساهم فيه مصر كنوع من التعاون والمساعدة المصرية لتنزانيا ودول حوض النيل، وبذلك تقوي القاهرة علاقتها بدول حوض النيل.
وتجدر الإشارة إلى أن مشروع سد “جوليوس نيريري” يُعد من أهم المشروعات التنموية التي يتم تنفيذها في القارة الأفريقية بتكلفة 3 مليارات دولار، ويعد تجسيداً لقدرات وإمكانات الشركات المصرية فى تنفيذ مشروعات البنية التحتية الكبرى فى عدد من الدول الأفريقية، ونموذجاً يحتذى به للتعاون الإقليمي البناء بين الدول الأفريقية الشقيقة لدعم جهود التنمية وتحقيق مصالح شعوبها.
صور مشروع سد جوليوس نيريري:
وكان مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء نشر يناير الماضي، إنفوجرافا عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك حول مشاركة مصر في احتفالية ملء السد التنزاني جوليوس نيريري.
وأوضح الإنفوجراف أن بداية العمل في المشروع كان في عام ٢٠١٨ بقيمة تعاقد بين مصر وتنزانيا ٢.٩ مليار دولار وسعة تخزين ٣٤ مليار متر مكعب.