تحظى العلاقات المصرية الجزائرية ببعد استراتيجي هام خاصة وأن الأمر يتعلق بأكبر دولتين محورتين في منطقة شمال إفريقيا، وكونهُما بوابتا إفريقيا نحو أوروبا بالنسبة للجزائر، ونحو آسيا بالنسبة لمصر، كما أن الارتباط التاريخي بين الدولتين لا غُبار عليه.
وزير الخارجية يتسلم رسالة
دفعة قوية عرفتها العلاقات المصرية الجزائرية في الأعوام الأخيرة ويرجع الفضل للتفاهم الكبير والديناميكية العالية بين قائدي البلدين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
حيث تشهد العلاقات تطورا نوعيا وكميا في العديد من المسارات في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين الزعيمين وهذه العلاقات شهدت تطورا كبيرا من الانفتاح.
بعث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الأربعاء، برسالة لنظيره الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد عبر تويتر، إن وزير الخارجية سامح شكري، استقبل سفير الجزائر في القاهرة وتسلم الرسالة.
وقال أحمد أبو زيد إنه تم خلال اللقاء “التأكيد على عمق العلاقات والروابط الأخوية التي تجمع البلدين”.
وقال أحمد أبو زيد إنه تم خلال اللقاء “التأكيد على عمق العلاقات والروابط الأخوية التي تجمع البلدين”.
جدير بالذكر أن السيسي وتبون بحثا خلال محادثة هاتفية في الـ 10 من يوليو، وجهات النظر والرؤى تجاه القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتبادل الطرفان خلال المحادثة الهاتفية سبل التصدي للتحديات التي تواجه المنطقة، في ضوء دور الدولتين وحرصهما على تعزيز العمل العربي المشترك.
تواصل العلاقات المصرية الجزائرية
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن استقبال وزير الخارجية سامح شكري لسفير الجزائر في القاهرة وتسلم رسالة الي الرئيس عبد الفتاح السيسي من الرئيس تبون تشير الي تواصل العلاقات المصرية الجزائرية في هذا التوقيت.
وأوضح فهمي ـ في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”: وفي جزء منها مرتبط ما تم خلال الفترة الماضية في مسار العلاقات بين مصر والجزائر سواء كان بالنسبة للملف الفلسطيني وجزء مما يجرى هو مرتبط بطبيعة الحال بتطوير وتنمية العلاقات بمستواها الثنائي.
وتابع: الجزائر عرضت عروض كبيرة في موضوع الغاز، بالإضافة الي الدعم المباشر في إطار العلاقات مع مصر في الملف الفلسطيني بالإضافة الي توحيد الجهود المصرية الجزائرية بالنسبة لتوحيد الصف العربي واتخاذ مواقف مباشرة في هذا الاطار.
واكد أن الجزائر لها موقف إيجابي في دعم الاشقاء الفلسطينيين ويلتقوا في هذا مع مصر، وهناك توافقات مصرية جزائرية في الملف الفلسطيني وتنسيق كامل والاتفاق على توحيد مستويات العلاقة بالنسبة للنظام الإقليمي العربي واجراء مصالحات عربية ومواجهه المخاطر والتحديات.
وواصل: وفي تنسيق أيضا بين الدولتين في الملفات الأخرى وهو الملف الليبي وجزء مرتبط بالتطورات الجارية في إقليم الساحل والصحراء خاصة.
واختتم: فهناك تنسيق مصري جزائري في هذا التوقيت لما يجري في الملف الليبي وجنوب ليبيا والنيجر ومنطقة الساحل والصحراء، وبالتالي العلاقة بين مصر والجزائر هي علاقات مهمة وفي تقدير كبير لمكانة مصر الكبيرة، بجانب ترحيب القاهرة بتطوير وتعزيز منظومة العلاقات مع الاشقاء في الجزائر.
مصر والجزائر والبريكس
إن العلاقات المصرية الجزائرية تمتد بجذورها في أعماق التاريخ لاسيما وأن مصر دعمت بقوة الثورة التحريرية بالجزائر، وتبادلت مصر دعم الجزائر في قضيتها العادلة في حرب 1967 وحرب أكتوبر 1973، لذا هناك علاقات قوية وراسخة بين البلدين.
فدرجة كبيرة تشهدها العلاقات المصرية الجزائرية في مسارات التعاون السياسي والاقتصادي والاستثماري، وشاركت العلاقات طفرة كبيرة في عودة العلاقات الثنائية فيما يتعلق باجتماعات اللجنة العليا المشتركة فيما يتعلق بالتوافق على النجاحات في توطين العلاقات على المستوي السياسي والاقتصادي والتنموي والاستثماري.
تعمل السياسة الخارجية لكلا الدولتين وفق مبادئ ومثل ثابتة يطبعها العزم على تجسيد مبادئ العدالة الدولية والدفاع عن حقوق المستضعفين ومناصرة القضايا العادلة والمواقف المتوازنة، بجانب الدفع بعمليات السلام وحل النزاعات، وهو ما جعلهما يحظيان بقدر من الاحترام الدولي.
فالدولتان تحذوهما رغبة قوية في التموقع على الساحة الدولية، وهو ما ظهر جليا من خلال تقديم طلب انضمامهما إلى التكتل الاقتصادي “بريكس”، والذي من شأن انضمامهما معًا إليه أن يشكل نقطة فارقة في تاريخ المنطقة ككل، وتمنحهما ثقلا سينعكس على كامل المنطقة.