أكد رئيس فرنسا الأسبق، نيكولا ساركوزي، أنه لم يعد متاحًا للاتحاد الأوروبي التشبث بفكرة “شن حروب دون الإنغماس فيها”، لافتًا إلى ضرورة اتباع الدبلوماسية، وليس اللهاث وراء مصالح الولايات المتحدة، وفق تعبيره.
وأشار ساركوزي في مقابلة مع صحيفة “لوفيجارو”، إلى أن مصالح واشنطن هنا تتجسد في إطالة أمد النزاع في أوكرانيا، موضحًا أنه “من الضروري التحلي بالشجاعة والخروج من هذا المأزق، لأن مصالح أوروبا في هذا الصدد لا تتوافق مع مصالح الأمريكيين، ولا يمكننا التمسك بالفكرة الغريبة القائمة على شن حرب دون الدخول فيها”.
وشدد ساركوزي على أن الدبلوماسية والنقاشات والمفاوضات هي السبيل الوحيد لإيجاد حل مقبول. وتابع: “الروس مختلفون عنا، وكانت المفاوضات دائمًا صعبة معهم، وكان هناك العديد من سوء الفهم في مسار تاريخنا المشترك، لكن على الرغم من هذا، فإننا نحتاج إلى الروس، وهم أيضًا بحاجة إلينا.. من الضروري المضي قدمًا، وإيجاد سبل للخروج، لأن روسيا جارة لأوروبا وستبقى كذلك”.
وأكد ساركوزي أن أوكرانيا يجب أن تبقى دولة محايدة، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي يعطي “وعودًا كاذبة” لأوكرانيا بشأن انضمامها إلى الاتحاد و”الناتو”، وهي وعود “لن تنفذ أبدًا”، بحسب قوله.
وفي الشأن الليبي، وصف ساركوزي الانتقادات الموجهة إليه حول التدخل في ليبيا بـ”السخيفة”، لأن التدخل كان بتفويض من الأمم المتحدة والجامعة العربية والناتو، نافيًا أن يكون قد أعطى الأمر بقتل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
بخصوص أزمة النيجر الحالية، اعتبر ساركوزي، أن المشكلة في إفريقيا عميقة، وهي متعلقة بالوجود العسكري الفرنسي في المستعمرات السابقة، وقال: “إنها مشكلة غير قابلة للحل بالوقت الحالي”.