أعلنت السويد -اليوم الجمعة- أنها بدأت تعزيز إجراءات الأمن في سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية، بعد “تصاعد التهديدات ضد مصالحها في الخارج”.
وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم إن بلاده تعزز إجراءات الأمن في السفارات والبعثات الأخرى، بسبب تصاعد التهديدات ضد المصالح السويدية في الخارج.
وكانت السويد رفعت -أمس الخميس- حالة التأهب لمواجهة الإرهاب إلى ثاني أعلى مستوى، قائلة إنها أحبطت هجمات بعد منحها تراخيص لحرق مصاحف وتمزيقها وتدنيسها، مما أثار غضب المسلمين في مختلف أنحاء العالم.
وأوضح بيلستروم أن السويد عززت الأمن في السفارات والبعثات الأخرى من دون أن يشير إلى تفاصيل في ما يتعلق بالأسباب الأمنية.
وشدد على أن سلامة موظفي وزارة الخارجية هي الأولوية القصوى، وأضاف أن “سلامة أسر الدبلوماسيين والموظفين المحليين مأخوذة في الحسبان أيضا، لذلك هناك فئات مختلفة تتأثر بهذا العمل الأمني الذي يتم تكثيفه الآن”.
وأمس الخميس، قالت رئيسة أجهزة الاستخبارات السويدية شارلوت فون إيسين “قررتُ رفع مستوى الإنذار المرتبط بخطر وقوع أعمال إرهابية من مستوى عالٍ إلى مستوى خطر”، أي من 3 إلى 4 على مقياس من 5 درجات تصاعدية.
هدف رئيسي
ومنذ أسابيع عدة، يرى مسؤولون سياسيون وأجهزة أمنية أن البلاد حاليا تشكل “هدفا رئيسيا” لهجمات محتملة.
وأضافت فون إيسين “خلال العام ازداد تدريجيا التهديد على السويد”، مؤكدة أن قرارها لا يرتبط “بحدث معين”.
ويشهد الوضع الأمني في السويد تراجعا حاليا بعدما رخصت السلطات في حرق وتمزيق المصحف الشريف.
ففي نهاية يوليو/تموز الماضي، أحرق رجلان نسخة من القرآن الكريم أمام البرلمان في ستوكهولم، في تكرار لفعل نُفذ نهاية يونيو/حزيران أمام أكبر مسجد في العاصمة السويدية.
وأثارت هذه التحركات توترات شديدة في دول إسلامية، وهاجم متظاهرون مقر السفارة السويدية في بغداد، قبل أن تنقل وزارة الخارجية السويدية عمليات سفارتها والعاملين فيها في العراق بشكل مؤقت إلى ستوكهولم لأسباب أمنية.
دولة معادية للمسلمين
وقالت مديرة المركز الوطني لتقييم التهديد الإرهابي آهن زا هاغستروم إن هذه الأحداث “أسهمت في إعطاء السويد صورة دولة معادية للمسلمين”.
والأسبوع الماضي، ألقى شخص مجهول زجاجة حارقة على واجهة السفارة السويدية في بيروت، من دون أن تنفجر.
ومؤخرا، دعا تنظيم القاعدة إلى شن هجمات في الدولة الإسكندنافية.
وقامت دول عدة أيضا بتحديث توصياتها للمسافرين الراغبين في زيارة السويد.
وقالت الخارجية البريطانية -الأحد الماضي- إن خطر وقوع هجمات إرهابية أصبح “مرجحا جدا” في السويد حاليا.
وتبحث السلطات السويدية سبلا للحد من تنظيم تظاهرات تخطط لإحراق نسخ من المصحف مع احترام حرية التعبير في الوقت عينه، ولكن يبدو أن الأغلبية البرلمانية ترفض حاليا هكذا تغيير.