أقدم ناشط هولندي ينتمي لحركة “بيغيدا” اليمينية المتطرفة على تمزيق نسخة من القرآن الكريم والدوس عليها، خلال مظاهرة أمام السفارة التركية في لاهاي أمس الجمعة، وذلك في تكرار لما فعله في شهر يناير/كانون الثاني الماضي أمام مقر برلمان بلاده، الأمر الذي أثار غضب مشاركين في مظاهرة مضادة، حيث تدخلت الشرطة الهولندية لمنع الاشتباك بينهما.
وقام إدوين فاغنسفيلد -الذي يقود الفرع الهولندي لحركة “بيغيدا” اليمينية المتطرفة- برفقة شخصين آخرين بتمزيق نسخة من المصحف الشريف، وفق ما أفاد مراسلون لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقد أغلقت الشرطة الهولندية الطريق المؤدي إلى الشارع الذي تقع فيه السفارة التركية، حيث نُظّمت مظاهرة مضادة شارك فيها نحو 50 شخصًا، ألقى بعضهم الحجارة على فاغنسفيلد عندما بدأ بتمزيق صفحات من المصحف. وتدخل نحو 20 شرطيًا مزودين بالدروع والهَرَاوى مع محاولة بعض المشاركين مطاردة فاغنسفيلد أثناء مغادرته.
وكانت الحكومة الهولندية أدانت تنظيم اليمين المتطرف لهذه المظاهرة، لكنها قالت إنها لا تملك صلاحيات قانونية لمنعها. ووصفت وزيرة العدل الهولندية ديلان يشيلغوز زيغيريوس -المولودة في تركيا- تمزيق نسخة من المصحف الشريف بأنه تصرف “مثير للشفقة”، لكنها أضافت أن قوانين البلاد تسمح بمثل هذه المظاهرة.
ويواجه فاغنسفيلد المحاكمة بسبب إدلائه بتعليقات خلال مظاهرة مماثلة في يناير/كانون الثاني الماضي، عندما مزّق نسخة من القرآن الكريم أمام البرلمان، وشبّهه بكتاب “كفاحي” لزعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر. وقد ارتدى فاغنسفيلد قميصًا خلال مظاهرة الجمعة الماضية حمل عبارات تكرّر هذا الزعم.
وانطلقت “بيغيدا” أو “وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب” -وهي حركة عنصرية- من مدينة دريسدن الألمانية في 2014 بفعل تدفق المهاجرين، وهي تحذّر من “أسلمة الغرب” وتدعو لطرد المسلمين من أوروبا.
Dutch far-right extremist desecrates Quran in front of Turkish embassy in The Hague, infuriating dozens of counter-protesters in the latest Islamophobic event in Europe https://t.co/ELQx2Mj1xX
— TRT World (@trtworld) August 19, 2023
دعم يميني
وقد أرسل زعيم حزب “بي في في” اليميني المتطرف في هولندا غيرت فيلدرز، برسالة دعم عبر الإنترنت لمظاهرة “بيغيدا” في لاهاي.
وتتزامن هذه الحادثة مع إعلان الحزب اليميني الليبرالي في هولندا، بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته مارك روته، استعداده لتشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب اليميني المتطرف بزعامة غيرت فيلدرز، بعد الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في 22 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ووقعت أعمال تدنيس مماثلة لنسخ من المصحف الشريف في دول أوروبية عدة مؤخرًا. ففي أواخر يوليو/تموز الماضي، أضرم رجلان النار في نسخة من القرآن الكريم أمام البرلمان السويدي وأمام سفارة العراق وتركيا، إضافة إلى حوادث مشابهة في الدانمارك هذا العام.
وأثارت هذه الحوادث ردود فعل غاضبة في الدول الإسلامية، واستُدعي سفراء السويد والدانمارك في دول عدة، وسُلّموا رسائل احتجاج. كما هدّدت بعض تلك الدول بقطع العلاقات في حال تكرار هذه الحوادث.
يُشار إلى أن السويد رفعت مستوى التحذير -الخميس الماضي- من خطر تعرّضها “لهجمات إرهابية”؛ بسبب إحراق نسخ من المصحف على أراضيها، مشيرة إلى أن “التهديد الإرهابي” في البلاد “سيستمر فترة طويلة”.
وقالت الحكومة السويدية -أمس الجمعة- إنها بدأت تعزيز إجراءات الأمن في سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية، وأعلنت أنها تدرس إجراء تعديلات قانونية تسمح للشرطة برفض منح تصريح بارتكاب أفعال مثل حرق المصحف.