20/8/2023–|آخر تحديث: 20/8/202312:54 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
أفادت وكالة “أسوشيتد برس” أن المجلس العسكري في النيجر أعلن لوفد “إيكواس” تمسكه بشكل قاطع بعدم عودة الرئيس محمد بازوم للسلطة، وسط تحذير قادة الانقلاب من أي مغامرة عسكرية تقاد ضد نيامي.
وبحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر مسؤول، فإن رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني في النيجر طالب وفد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” برفع العقوبات لكنه لم يقدم المقابل، على حد قوله.
والتقى وفد من المجموعة الاقتصادية برئيس النيجر المعزول محمد بازوم خلال زيارته للعاصمة نيامي أمس السبت، كما عقد الوفد محادثات أيضا مع قائد المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني.
وبازوم محتجز في القصر الرئاسي منذ الإطاحة به في انقلاب 26 يوليو/تموز الماضي، لكن إيكواس وقوى دولية تصر على أنه ما زال الرئيس الشرعي وتدعو للإفراج عنه فورا وإعادته للسلطة.
وقاد الوفد الرئيس النيجيري الأسبق عبد السلام أبو بكر، وضم رئيس مفوضية إيكواس عمر توراي.
“الحرب ليست نزهة”
وشددت “إيكواس” تهديدها باستخدام القوة كملاذ أخير لاستعادة الديمقراطية، قائلة إنها اتفقت على “يوم الزحف” لتدخل عسكري محتمل، دون أن تعلن موعده.
لكن في خطاب بثه التلفزيون مساء أمس السبت، قال تياني إنه لا قادة الانقلاب ولا “شعب النيجر يريدون الحرب ويظلون منفتحين على الحوار”، محذرا من أن النيجر مستعدة للدفاع عن نفسها إذا تطلب الأمر.
وأضاف “إذا تم شن عدوان ضدنا، فالأمر لن يكون مثل النزهة في الحديقة كما يعتقد البعض”.
في الوقت نفسه، قال تياني إن المجلس العسكري يطبق أجندته الخاصة وسيطلق حوارا وطنيا للتشاور حول الانتقال إلى الديمقراطية، وهو “ما لا ينبغي أن يستغرق أكثر من 3 أعوام”.
واستنكر تياني العقوبات التي فُرضت على النيجر، وقال إن الهدف منها “إخضاعنا وليس التوصل إلى حل”، مضيفا أن إيكواس يبدو أنها تجهل أن النيجر هي “المفتاح الذي منع الإرهابيين من زعزعة استقرار المنطقة”.
وتجمع الآلاف من أنصار المجلس العسكري في ملعب في نيامي أمس السبت، حيث أدى الزحام إلى تأجيل إحصاء غير رسمي للمتطوعين المدنيين لأدوار غير عسكرية إذا لجأت إيكواس للقوة.
وبث التلفزيون الرسمي صورا لطائرات حربية قال إنها طائرات من مالي وبوركينا فاسو تم نشرها في النيجر، تنفيذا لتعهدات البلدين بوقوفهما إلى جانب نيامي، ردا على أي تدخل عسكري محتمل من قبل إيكواس.
حل سياسي
من ناحية أخرى، أعربت الخارجية الجزائرية عن أسفها “لتغلب اللجوء للعنف على الحل السياسي فيما ترتسم معالم التدخل العسكري في النيجر”.
وقالت الوزارة مساء السبت “نحن على قناعة بأن الحل السياسي التفاوضي في النيجر لا يزال ممكنا ولم تستنفد كل الخيارات”.
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية اليوم وصول سفيرتها الجديدة لدى النيجر كاثلين فيتزغيبون إلى نيامي، وقالت إنها لن تقدم أوراق اعتمادها رسميا بسبب “الأزمة السياسية الحالية”.
وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر -في بيان- إن وصول فيتزغيبون إلى النيجر “لا يعكس تغييرا في موقفنا السياسي، ولكنه يأتي استجابة للحاجة إلى وجود قيادة عليا لبعثتنا في وقت صعب”.
وأضاف البيان “سينصب التركيز الدبلوماسي (للسفيرة الجديدة) على الدعوة لحل دبلوماسي يحافظ على النظام الدستوري في النيجر والإفراج الفوري عن الرئيس بازوم وعائلته وجميع المعتقلين بشكل غير قانوني”.
في سياق مواز، نشر التلفزيون الوطني في النيجر مشاهد لوصول شاحنات تحمل بضائع، من خلال عملية نظمتها السلطات العسكرية في نيامي بالتعاون مع سلطات بوركينا فاسو، رغم عقوبات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.
وقال التلفزيون إن القافلة التي وصلت إلى مدينة تيرا (غرب البلاد) كان قوامها 311 شاحنة، وتحمل بضائع مختلفة ستصل للعاصمة نيامي.