حلمت نورا مثل كافة الفتيات في سنها بليلة العمر وارتدائها الفستان الأبيض لتزف إلى فارس أحلامها وأنهت زينتها وارتدت رداء العرس واستقلت السيارة المزينة بالورود وقبل اكتمال أمنياتها بدقائق تحول حلمها لكابوس عندما شاهدت السيارة التي تستقلها وعريسها تتجه بسرعة كبيرة إلى ترعة المنصورية.
تعالت صرخاتها وعريسها يناشدون السائق للسيطرة على السيارة بعد قيامه بحركات استعراضية “حاسب حاسب هنغرق” ليسود الصمت داخل السيارة بعدما غمرتها المياه، نجح العريس في الخروج من نافذة السيارة وحاول فتح الباب لعروسه أو السائق إلا أن تدفق المياه للسيارة منعه فحاول جذب عروسه من النافذة ليخرجها كما فعل لكن ثقل جسدها بفستان الزفاف لم يمكنه من إنقاذها وامتلأت رئتيها بالمياه وأغمضت عينيها ليشاهد العريس من كانوا يشاركوه في الزفة ويقفز بعضهم في المياه لإنقاذه بعدما بدأ الشعور بفقدان الوعي وثقل جسده لكتم أنفاسه دقائق كثيرة أسفل المياه محاولا إنقاذ عروسه.
تحول موكب الزفاف إلى جنازة عندما توقف معازيم الفرح على ضفاف الترعة منتظرين خروج من غرق بالسيارة نورا سمير رمضان “العروس” ويوسف سعد “السائق” حتى وصلت قوات الإنقاذ النهري وتم انتشال الجثمانين ونقلهما إلى مشرحة المستشفى بعد تأكيد مسعفين سيارة الإسعاف وفاتهما باسفكسيا الغرق.
وأصدرت النيابة العامة بشمال الجيزة تصريحا بالدفن لتخرج البلد بأكملها تزف العروس في الزفة الأخيرة إلى الجنة.
كان المقدم أحمد عكاشة، رئيس مباحث منشأة القناطر، قد تلقى بلاغا بانقلاب سيارة ملاكي بترعة الرياح الناصري بمنطقة المنصورية، وعلى الفور انتقل رجال الأمن بقوات الإنقاذ النهري بالإدارة العامة للحماية المدنية.
ومن خلال التحريات التى تمت بإشراف اللواء محمد الشرقاوى، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، تبين أنه خلال سير سيارة ملاكى فى موكب زفاف يستقلها شاب (25 سنة) وعروسه (22 سنة) ويقودها سائق (18 سنة) اختلت عجلة القيادة بيد السائق بسبب قيامه بحركات استعراضية، مما تسبب فى انقلاب السيارة فى مياه الرياح الناصرى، فنتج عن الحادث مصرع العروس والسائق وإصابة العريس وآخر.
وتم نقل المتوفيين إلى ثلاجة المستشفى وتم نقل المصاب إلى ذات المستشفى لتلقى العلاج.