قال رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني إنه يريد تشكيل حكومة انتقالية تبقى في السلطة “لفترة لا تزيد عن ثلاث سنوات”، وفي حين تظاهر آلاف النيجريين ضد فرنسا و”إيكواس” في نيامي، دعا بابا الفاتيكان إلى حل سلمي للأزمة.
وأضاف تياني في حديث للتلفزيون الحكومي إنه يريد قبل ذلك إجراء “حوار وطني شامل” خلال 30 يوما والتشاور مع جميع النيجريين.
وتولى تياني مقاليد الأمور في النيجر الشهر الماضي عقب انقلاب مفاجئ، عندما اعتقل الحرس الرئاسي الرئيس محمد بازوم واستولى على السلطة.
وفي وقت سابق الأحد، غادر وفد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” العاصمة نيامي، بعد أن عقد لقاءات وصفها بالمهمة، مع الرئيس المحتجز محمد بازوم وقائد الانقلاب عبد الرحمن تياني.
وقال عبد السلام أبو بكر رئيس نيجيريا السابق ورئيس وفد “إيكوس”، إن لقاء الوفد مع رئيس النيجر المحتجز محمد بازوم جاء للاستماع لآرائه وما حل به، وأضاف أن هناك مسائل خاصة ببازوم لا يمكن توضيحها الآن، حسب تعبيره.
وبازوم محتجز في القصر الرئاسي منذ الإطاحة به في انقلاب 26 يوليو/تموز الماضي، لكن “إيكواس” وقوى دولية تصر على أنه ما زال الرئيس الشرعي وتدعو للإفراج عنه فورا وإعادته إلى السلطة.
على صعيد متصل، أفادت وكالة “أسوشيتد برس” أن المجلس العسكري في النيجر أعلن لوفد “إيكواس” تمسكه بشكل قاطع بعدم عودة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة، وسط تحذير قادة الانقلاب من أي مغامرة عسكرية وتظاهر آلاف النيجريين ضد فرنسا و”إيكواس” بنيامي.
وحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر مسؤول، فإن رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني طالب وفد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” برفع العقوبات، لكنه لم يقدم المقابل، على حد قوله.
وقال رئيس المجلس العسكري إنه لا قادة الانقلاب ولا شعب النيجر يريدون الحرب، ويظلون منفتحين على الحوار، محذرا من أن النيجر مستعدة للدفاع عن نفسها إذا تطلب الأمر.
واستنكر تياني العقوبات التي فُرضت على النيجر، وقال إن الهدف منها “إخضاعنا وليس التوصل إلى حل”، مضيفا أن “إيكواس” يبدو أنها تجهل أن النيجر هي “المفتاح الذي منع الإرهابيين من زعزعة استقرار المنطقة”.
مظاهرات نيامي
في غضون ذلك احتشد أنصار ما يطلق على نفسه “المجلس الوطني لحماية الوطن” في الساحة المقابلة للجمعية الوطنية بنيامي، تنديدا بالعقوبات التي فرضتها “إيكواس” بعد انقلاب الشهر الماضي.
ورفع المتظاهرون لافتات مناهضة لفرنسا، وأخرى مطالبة بتشجيع التعاون مع روسيا. وتأتي هذه التظاهرة بعد إعلان قادة جيوش “إيكواس” جاهزيتهم للتدخل العسكري في النيجر، دون تحديد موعد زمني لذلك.
وبث التلفزيون الرسمي صورا لطائرات حربية قال إنها طائرات من مالي وبوركينا فاسو تم نشرها في النيجر، تنفيذا لتعهدات البلدين بوقوفهما إلى جانب نيامي، ردا على أي تدخل عسكري محتمل من قبل “إيكواس”.
حل سلمي
من ناحية أخرى، أعرب بابا الفاتيكان فرانشيسكو عن أمله في التوصل لحل سلمي للأزمة في النيجر بعد الانقلاب العسكري هناك.
وقال البابا،اليوم الأحد، أمام المصلين في ساحة بطرس بروما “أنضم لمناشدة الأساقفة لأجل السلام في هذا البلد وللاستقرار في منطقة الساحل”.
وأضاف أنه يتابع بقلق الأحداث في النيجر، قائلا “في الصلاة أواكب جهود المجتمع الدولي لإيجاد حل سلمي لأجل الخير للجميع في أسرع وقت ممكن”.
من جانبها، أعربت الخارجية الجزائرية عن أسفها على “تغلب اللجوء للعنف على الحل السياسي، فيما ترتسم معالم التدخل العسكري في النيجر”.
وقالت الوزارة مساء السبت “نحن على قناعة بأن الحل السياسي التفاوضي في النيجر لا يزال ممكنا ولم تُستنفد كل الخيارات”.
السفيرة الأميركية
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية اليوم وصول سفيرتها الجديدة لدى النيجر كاثلين فيتزغيبون إلى نيامي، وقالت إنها لن تقدم أوراق اعتمادها رسميا بسبب “الأزمة السياسية الحالية”.
وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر -في بيان- إن وصول فيتزغيبون إلى النيجر “لا يعكس تغييرا في موقفنا السياسي، ولكنه يأتي استجابة للحاجة إلى وجود قيادة عليا لبعثتنا في وقت صعب”.
وأضاف البيان “سينصب التركيز الدبلوماسي (للسفيرة الجديدة) على الدعوة لحل دبلوماسي يحافظ على النظام الدستوري في النيجر والإفراج الفوري عن الرئيس بازوم وعائلته وجميع المعتقلين بشكل غير قانوني”.
عمليات إجلاء
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية البلجيكية، الأحد، استكمال عمليات إجلاء رعاياها من النيجر البالغ عددهم نحو 130 مواطناً.
وأوضحت الخارجية البلجيكية في بيان، أن إجلاء المواطنين من النيجر جارٍ منذ مطلع أغسطس/ آب الجاري، مؤكدة أن عمليات الإجلاء نُفّذت عبر الغابون بطائرة عسكرية من طراز “A400M”.