تسود أجواء ترقب في النيجر بعد انتهاء الزيارة التي قام بها أمس الأحد وفد من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) من دون نتائج، وسط تحذير قادة الانقلاب من أي مغامرة عسكرية.
وأفاد مراسل الجزيرة في النيجر بأن دوريات للمتطوعين الموالين للمجلس العسكري تجوب شوارع نيامي ومناطق حدودية لمساندة قادة الانقلاب، في حين يرى أنصار الرئيس المحتجز محمد بازوم في ممارسات المتطوعين تهديدا للوحدة الوطنية في النيجر.
وتدعو جمعيات مؤيدة للمجلس العسكري الشباب في النيجر إلى التطوع في صفوف الجيش، وترى أن الضرورة تملي على شباب البلد مساندة الجيش في سعيه للدفاع عن مصالح بلادهم.
وقد لبى آلاف الشباب دعوة وجهتها “الحركة من أجل حوار وطني” المؤيدة للمجلس العسكري للتطوع من أجل الدفاع عن النيجر، في حين يقول الحزب الحاكم إن انشغال الجيش في النيجر بالأزمة السياسية أدى إلى تدهور الوضع الأمني الأسابيع الماضية، وأفسح المجال للجماعات المسلحة التي شنت عديدا من الهجمات على السكان المحليين.
ورغم التأهب الأمني، فإن حزب الرئيس المعزول يقول إن منازل عدد من أعضائه لم تعد آمنة، وإن عددا منها تعرضت لعمليات سطو، ويوجه أصابع الاتهام للمتطوعين الذين يتهمهم بتهديد وحدة البلد.
رفض لعودة بازوم
وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” أمس الأحد بأن المجلس العسكري في النيجر أعلن لوفد إيكواس تمسكه بشكل قاطع بعدم عودة الرئيس محمد بازوم للسلطة، وسط تحذير قادة الانقلاب من أي مغامرة عسكرية وتظاهر آلاف النيجريين ضد فرنسا وإيكواس في العاصمة نيامي.
وحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر مسؤول، فإن رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني طالب وفد إيكواس برفع العقوبات، لكنه لم يقدم المقابل، على حد قوله.
والتقى وفد من المجموعة الاقتصادية رئيس النيجر المعزول محمد بازوم خلال زيارة للعاصمة نيامي، أول أمس السبت، وعقد الوفد محادثات أيضا مع قائد المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني.
وبازوم محتجز في القصر الرئاسي منذ الإطاحة به في انقلاب 26 يوليو/تموز الماضي، لكن إيكواس وقوى دولية تصر على أنه ما زال الرئيس الشرعي وتدعو للإفراج عنه فورا وإعادته للسلطة.
وقاد الوفد الرئيس النيجيري الأسبق عبد السلام أبو بكر، وضم رئيس مفوضية إيكواس عمر توراي.
وشددت إيكواس على تهديدها باستخدام القوة كملاذ أخير لاستعادة الديمقراطية، قائلة إنها اتفقت على “يوم الزحف” لتدخل عسكري محتمل من دون أن تعلن موعده.
وقال مفوض مجموعة إيكواس عبد الفتاح موسى إن الخيار العسكري للتعامل مع أزمة النيجر ما زال على الطاولة، مشددا على أن المجموعة لن تتفاوض مع الانقلابيين الذين أعلنوا -أمس الأحد- عزمهم على تشكيل حكومة لإدارة فترة انتقالية مدتها 3 سنوات.
وفي حوار مع الجزيرة، شدد مفوض إيكواس عبد الفتاح موسى على أن دول المجموعة لا تريد محاربة شعب النيجر، “ومشكلتنا مع الطغمة الانقلابية”.
وأوضح موسى أن المنظمة الإقليمية لن تدخل في مقايضات مع الانقلابيين في النيجر. وقال “لن نتفاوض مع المجلس العسكري في النيجر بشأن عرضه تنظيم فترة انتقالية مدتها 3 سنوات”.
فترة انتقالية
وكان رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني قال -في وقت سابق الأحد- إنه يريد تشكيل حكومة انتقالية تبقى في السلطة “فترة لا تزيد على 3 سنوات”.
وأضاف تياني -في حديث للتلفزيون الحكومي- إنه يريد قبل ذلك إجراء “حوار وطني شامل” خلال 30 يوما، والتشاور مع جميع النيجريين.
وتولى تياني مقاليد الأمور في النيجر الشهر الماضي عقب انقلاب مفاجئ، عندما اعتقل الحرس الرئاسي الرئيس محمد بازوم واستولى على السلطة.
وفي وقت سابق الأحد، غادر وفد إيكواس العاصمة نيامي بعد أن عقد لقاءات وصفها بالمهمة مع الرئيس المحتجز محمد بازوم وقائد الانقلاب عبد الرحمن تياني.
وقال عبد السلام أبو بكر -رئيس نيجيريا السابق ورئيس وفد إيكواس- إن لقاء الوفد مع رئيس النيجر المحتجز محمد بازوم جاء للاستماع لآرائه وما حل به، وأضاف أن هناك مسائل خاصة ببازوم لا يمكن توضيحها الآن، حسب تعبيره.