يصادف اليوم ذكرى ميلاد إدريس راغب بك ولد عام 1862 تولي منصب قاضٍ في المحاكم الأهلية، والده كان رجلاً يونانيًا أو قبرصيًا، وكانت هويته مجهولة ولا يعرف أحد اسمه الحقيقي،لكنه كان يعتمد في مصر على اسم “إسماعيل راغب”.
هوية متخفية
يُشتبه بأنه كان يهوديًا أو مسيحيًا متخفيًا تحت هذا الاسم، حيث قام بلعب دور هام مع الجالية اليهودية، وهذا الدور رفع من شأنه في عهد إسماعيل باشا إلى درجة حصوله على رتبة “باشا”، وتقدم إسماعيل باشا في المناصب العليا في البلاد حتى أصبح رئيسًا لمجلس شورى النواب في عهد إسماعيل، وبعد ذلك أصبح رئيسًا لمجلس الوزراء في عهد توفيق بعد احتلال الإنجليز لمصر.
بمساندة الجالية اليهودية والماسونية والقصر وقوات الاحتلال، جمع إسماعيل باشا راغب ثروة هائلة من الممتلكات العقارية والتجارية وغيرها، عندما توفي، ورث ابنه إدريس راغب هذه الممتلكات والثروات.
خدمة النشاط الماسوني
قضى إدريس راغب بك حياته وثروته وممتلكاته في خدمة النشاط الماسوني في مصر، حيث كان متحمسًا جدًا للنشاط الصهيوني، وكان لديه ميول وأفكار غريبة ومثيرة للجدل جعلته يكرس حياته في خدمة سيده الصهاينة.
رفعت الماسونية شأنه بشكل مدهش وعينته “الأستاذ الأعظم” عندما كان عمره حوالي ثلاثين عامًا خلال فترة توليه لهذا المنصب، ساهم بشدة في دعم “المحفل الماسوني الأكبر الوطني المصري” وسخر ثروته الخاصة في خدمة المحفل ونشاطه.
كان راغب بك نشيطًا وحماسيًا، وأسس محفلًا جديدًا يتمتع بأعلى رتبة للأساتذة والمعلمين. وقد تم تعيينه مديرًا لمديرية القليوبية بقرار من توفيق باشا. وفي ذلك الوقت، أسس إدريس راغب محفلًا ماسونيًا جديدًا في مدينة بنها، عاصمة القليوبية، وبلغ عدد المحافل الماسونية أثناء توليه رئاسة المحافل بعد توفيق باشا 54 محفلا ماسونيا , وبلغ من تقدير الماسونية العالمية لإخلاصه أن أنشى محفلان أحدهما ” محفل إدريس ” والآخر ” محفل راغب ” أي محفلان يحملان إسمه وهو مالم يحدث لشخص غيره من قبل .
وعلى نفقته الخاصه أنشأ صحيفة تنطق باسم الماسونية , وتمادى ذلك الرجل في نشاطه المريب فأنشأ – خارج المجال الماسوني – حزباسياسيا سماه ” الحزب الدستوري ” وكان من أهم بندوه أن يدعو إلى التميز الطبقي ولا يعتد بالحياة النيابي