أعلن مؤسس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين أن قواته في طريقها لإحكام السيطرة على مدينة باخموت الإستراتيجية، في الوقت الذي أُعلنت فيه حالة التأهب الجوي في العاصمة الأوكرانية كييف.
وقال بريغوجين -في تسجيل صوتي- إن وحدات فاغنر تقدمت أمس الثلاثاء 200 متر، وباتت تحتل 113 ألف متر مربع، مؤكدا بقاء مربع سكني وقطعة صغيرة من القطاع الخاص لإحكام السيطرة على مدينة باخموت (شرقي أوكرانيا)، وأن القوات الأوكرانية لا تسيطر إلا على 1.46 كيلومتر في باخموت.
وتعد معركة باخموت -التي تسيطر القوات الروسية على نحو 95% منها- الأطول والأكثر دموية منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.
تأهب جوي
في غضون ذلك، قال مراسل الجزيرة إن حالة التأهب الجوي أُعلنت في العاصمة الأوكرانية، وفُعلت صفارات الإنذار في كييف، وجنوب وشرق أوكرانيا، كم تم تفعيل الدفاعات الجوية في ميكولايف.
وكانت كييف تعرضت -أمس الثلاثاء- لهجوم صاروخي وصفته السلطات الأوكرانية بالأكثر تعقيدا، وقالت إن دفاعاتها الجوية أسقطت معظم الصواريخ، ومن بينها 6 صواريخ فرط صوتية من طراز “كينجال”.
ونفت موسكو أن تكون القوات الأوكرانية أسقطت 6 صواريخ روسية من طراز كينجال، لأن روسيا لم تطلق هذا العدد من الصواريخ.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن صواريخها دمرت أسلحة ومعدات غربية؛ من بينها أنظمة الدفاع الجوي من طراز باتريوت الأميركية في العاصمة كييف.
من جهته، رفض منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي تأكيد صحة التقارير عن تعرض نظام باتريوت أميركي الصنع للتلف نتيجة قصف روسي على كييف، لكن كيربي أشار إلى أن إصلاح المنظومة من قبل الأوكرانيين يعتمد على مدى الضرر الذي قد تكون تعرضت له.
وأوضح أن هناك عددا من مدافع “هاوتزر” التي تعرضت للضرر من قبل وتم إصلاح بعضها في أوكرانيا، “كما ساعدنا كييف في هذه المهمة خارج البلاد”.
تحالف الطائرات المقاتلة
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن بلاده ستحصل على قدرات عسكرية جديدة تمكّنها من إغلاق أجوائها في وجه الهجمات الروسية المتواصلة.
وقال إن هناك “دبلوماسية مكثفة للغاية على جميع المستويات تقربنا من حقيقة أننا سنغلق الأجواء الأوكرانية بشكل فعال”، مشيرا إلى أهمية الجولة الأوروبية للرئيس فولوديمير زيلينسكي في تشكيل ما سماه “تحالف الطائرات المقاتلة” ضد موسكو.
وقال “لدينا رسائل جيدة من الولايات المتحدة، وفي لقائي الأخير مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن خُصص جزء كبير من اللقاء لحصولنا على الطائرات المقاتلة”.
دعم دولي
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن بلاده ستناقش على هامش قمة مجلس أوروبا تنسيق الدعم المقدم إلى أوكرانيا، وكذلك الخطط بعيدة المدى في ما يخص الدعم الأمني.
وأشارت رئاسة الحكومة البريطانية إلى أن لندن تعتزم بناء تحالف دولي لمساعدة أوكرانيا في الحصول على طائرات مقاتلة من طراز “إف-16” (F-16)، وذلك إثر لقاء جمع بين سوناك ونظيره الهولندي مارك روته.
وخلال اللقاء، جدد رئيس الوزراء البريطاني تأكيد اعتقاده بأن مكان أوكرانيا الصحيح هو في الناتو، واتفق الزعيمان على أهمية تزويد الحلفاء أوكرانيا بمساعدات أمنية طويلة الأمد لضمان قدرتها على ردع الهجمات المستقبلية.
وفي العاصمة الأيسلندية ريكيافيك، يلتقي قادة دول أوروبية خلال قمة مجلس أوروبا لمناقشة الحرب الروسية على أوكرانيا.
ويبحث المشاركون على مدار يومين الدعم السياسي والحقوقي لكييف؛ في مسعى لإنشاء محكمة خاصة لملاحقة المسؤولين عن انتهاكات جرائم الحرب هناك.
وسيلقي الرئيس الأوكراني كلمة للمشاركين، بالإضافة إلى مشاركة رؤساء المجلس والمفوضية الأوروبيين.
وفي السياق، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده تدعم جهود محاسبة ما سماها كافة أشكال الإفلات من العقاب، داعيا أوكرانيا إلى التوقيع على المعاهدات المنظمة لذلك.
رد موسكو
وبشأن دعم بريطانيا لأوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن ذلك سيتطلب ردا عسكريا مناسبا، وأضاف أن الجيش الروسي سينظر في القرارات ذات الصلة من وجهة نظر عسكرية.
كما وافق أعضاء مجلس الدوما الروسي على مشروع قانون تقدم به الرئيس فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، يقضي بإنهاء العمل باتفاقية القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، الموقعة بين الاتحاد السوفياتي السابق وعدد من دول الناتو عام 1990.
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الدوما ليونيد سلوتسكي إن الاتفاقية ظلت منذ زمن طويل حبرا على ورق، وإن إلغاءها يعزز أمن روسيا، مضيفا أنه “في ظل الوضع القائم في العلاقات بين روسيا والدول غير الصديقة لها” فإن قرار إلغاء الاتفاقية يعزز مصالح موسكو.
وحمل سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي الغرب مسؤولية إلغاء روسيا معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، معتبرا أن الخطوة لن تخلق إحساسا بالأمان لدى الدول الغربية.
بنود المعاهدة
وكانت روسيا أوقفت العمل بالاتفاقية عام 2007 بسبب اتهامات لحلف الناتو بعدم الالتزام ببنودها.
ووقعت معاهدة الأسلحة التقليدية بأوروبا في العاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر/تشرين الثاني 1990، وكانت بين حلف الناتو -الذي كان يضم 16 دولة- وحلف وارسو الذي ضم حينها الاتحاد السوفياتي وبولندا وبلغاريا ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا والمجر، ودخلت المعاهدة حيز التنفيذ بعد التوقيع بعامين.
استندت معاهدة الأسلحة التقليدية في أوروبا إلى نظام القيود الكمية على 5 فئات رئيسية من الأسلحة والمعدات التقليدية للدول المشاركة فيها، وهي دبابات القتال والمركبات القتالية المدرعة والمدفعية، والمروحيات والطائرات المقاتلة.