واشنطن- يغيب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن أولى مناظرات الموسم الانتخابي التي تشهدها الليلة مدينة ميلاووكي بولاية ويسكونسن، إلا إنه سيكون الحاضر الأهم في نقاشات وجدالات هذه المناظرة التي تجمع 8 منافسين جمهوريين يمثلون كل ألوان الطيف السياسي الأميركي.
وعلى الرغم من وجود سيدة وشباب وآخرين ممن تخطوا السبعين من العمر ضمن المرشحين، فإن شبح ترامب هو ما يجمع ويغلف كل هؤلاء المرشحين سواء في سابق علاقتهم به، أو التغير الذي حدث على مواقفهم منه.
يبقى أن ترامب مازال يُعدّ المرشح الأوفر حظا في السباق طبقا لكل استطلاعات الرأي التي ترصد شعبية المرشحين الجمهوريين على بطاقة الحزب للسابق الرئاسي 2024.
ويتخوف المرشحون، وشبكة فوكس الإخبارية التي تستضيف المناظرة، من تأثير غياب ترامب على جذب انتباه الناخبين والمشاهدين الجمهوريين في الوقت الذي يتفوق فيه ترامب على أقرب منافسيه (رون ديسانتيس) بما يزيد عن 50 نقطة.
ونعرض هنا للمرشحين الثمانية طبقا لترتيبهم في استطلاعات الرأي التي يتفوق فيها ترامب.
يعتقد الخبراء أن حاكم ولاية فلوريدا هو الأقرب فكريا وأيديولوجيا لترامب، وأنه سينجز كل سياسات ترامب دون الضجيج الذي تسبب فيه الرئيس السابق. ويتهم ديسانتيس ترامب بالتركيز على الماضي، ونجح منذ خروجه من عباءة ترامب في الهجوم على ترامب دون إغضاب الكتلة التصويتية المؤيدة للرئيس السابق.
ويؤكد ديسانتيس أن ترامب ليس بإمكانه الفوز في الانتخابات العامة.
ويقدم حاكم فلوريدا نفسه للناخبين الجمهوريين على أنه محافظ يمكنه تحقيق النتائج التي وعد بها ترامب عام 2016 ولم يتمكن من تحقيقها. ويشير إلى سجله كونه حاكما لفلوريدا والذي يتضمن تخفيف قوانين ملكية الأسلحة، وتقييد تعليم الجنس والهوية الجنسية في المدارس، وتشديد قواعد التصويت، والحد من عمليات الإجهاض.
في بداية العام الجاري صعد نجم ديسانتيس وبدا أنه يوفر بديلا مناسبا لترامب، لكن انخفضت نسب التأييد له في استطلاعات الرأي على مدار الشهور الأخيرة، وتمثل المناظرة فرصة جديدة له لإحياء هذه الفرصة.
وجد مايك بنس نائب الرئيس السابق نفسه في موقف شديد الصعوبة بعد إعلان ترشحه للانتخابات، إذ إنه يركز على سجله خلال السنوات الأربع في منصبه القديم نائبا لترامب، في وقت يريد من الناخبين الجمهوريين اختياره بديلا للرئيس السابق.
ولا يملك بنس إلا التركيز على رفضه الاستسلام لضغوط ترامب لإلغاء نتائج انتخابات 2020، ويكرر في خطاباته أن “ترامب طالبني بالاختيار بينه وبين الدستور”، وأنه اختار احترام الدستور.
ويتمتع بنس بسجل ملتزم ومحافظ على مدار تاريخه السياسي سواء في دعم السياسات المحافظة التقليدية خاصة في القضايا الاجتماعية مثل الإجهاض والضرائب، أو في السياسة الخارجية خاصة دعم إسرائيل وحلف الناتو.
وإلى الآن لم ينجح بنس في جذب نسبة كبيرة من مؤيدي ترامب ولا نسبة كبيرة من مناهضي ترامب داخل المعسكر الجمهوري.
يعد تيم سكوت السيناتور الأسود الأول في الحزب الجمهوري، وهو محافظ تقليدي يدعم كل سياسات الرئيس السابق ترامب.
وخلال تمثيله ولاية كارولينا الجنوبية عكس سكوت تفاؤلا كبيرا بمستقبل الحركة المحافظة داخل الحزب الجمهوري، ولا يقترب من الهجوم على ترامب على الاطلاق.
وكونه رجلا أسود في ولاية جنوبية، يملك سكوت قصة إنسانية ملهمة يتكئ فيها بشدة على قصته الشخصية في التغلب على فقر الأطفال ليصبح أول سيناتور أسود في ولايته. كما أنه كثيرا ما يؤكد على معتقداته الدينية الشخصية المسيحية الصارمة، التي تختلف عن ترامب كثيرا.
ويدير سكوت حملة محافظة حذرة أملا في منصب كبير في الإدارة القادمة.
-
نيكي هيلي – سفيرة ترامب السابقة لدى الأمم المتحدة
انتقدت حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة رئيسها السابق عقب أحداث 6 يناير/كانون الثاني 2021، إلا أنها سريعا ما عدلت موقفها بعد لقاء ترامب وإطلاعه على خططها للترشح للانتخابات.
وعلى الرغم من تراجعها عن انتقاد ترامب، إلا أنها تطالب بالنظر للمستقبل ومنح الفرصة للجيل الجديد من قيادات الجمهورين الأصغر سنا، حيث تبلغ الحاكمة السابقة 51 عاما.
وتختلف مواقف نيكي هيلي عن ترامب في القضايا الخارجية خاصة ما يتعلق بأوكرانيا، كما تلعب على وتر أصولها الهندية في القدرة على جذب المزيد من أصوات الأقليات والنساء اللذين يفتقد الحزب الجمهوري نسبَ دعمٍ كبيرةٍ منهما.
-
فيفيك راماسوامي
يتعاطف المرشح الشاب (38 عاما) كثيرا مع الرئيس السابق دونالد ترامب، وطالب بتعهد الرئيس المقبل بالعفو عن ترامب في حال تم إدانته في أي من القضايا المتهم فيها.
وتعتمد إستراتيجية رجل الأعمال على تبني سياسات ترامب في صورة متطورة وحديثة وشابة، ويعلب على وتر شباب الحزب الجمهوري الذي سئم الوجوه المألوفة على مدار السنوات الأخيرة.
وليس للمرشح راماسوامي خبرة سابقة في أي منصب منتخب، لكن له مواقف صارمة فيما يتعلق بحقوق حمل السلاح والحرية الدينية والقضايا الاجتماعية الساخنة.
وصعد نجم راماسوامي سريعا خلال الأسابيع الأخيرة في وقت لم يكن يعرفه أحد في الدوائر السياسة والإعلامية عند بداية العام.
-
كريس كريستي- حليف انقلب على ترامب
كان كريس كريستي من أوائل الجمهوريين البارزين الذين أيدوا دونالد ترامب خلال أول محاولة رئاسية له في عام 2016. ومنذ ذلك الحين، تحول إلى أحد أشد منتقدي الرئيس السابق داخل الحزب.
ووصف كريستي، الذي سبق أن انتخب حاكما لويلاية نيوجيرسي المعروفة بميولها الديمقراطية، جهود ترامب لعكس نتائج انتخابات 2020 التي أدت إلى أعمال الشغب في مبنى الكابيتول، بأنها “وصمة عار في تاريخ بلادنا”. وقال إن ترامب انتهك قسمه الدستوري و”جلب العار لرئاسته”.
عندما أطلق كريستي حملته الرئاسية، أكد على تطلعه لمواجهة ترامب والهجوم عليه خلال المناظرات الانتخابية كفرصة لإضعاف آمال ترامب في الترشح. ومع غياب الرئيس ترامب عن المناظرة، لم يكن هناك الكثير مما يمكن لكريستي تقديمة للناخبين الجمهوريين.
-
دوغ بورغوم- حاكم ولاية نورث داكوتا
حصل حاكم ولاية نورث داكوتا دوغ بورغوم غير المعروف على بعض اهتمام وسائل الإعلام من خلال التأهل للمناظرة الأولى من خلال تقديم بطاقات هدايا بقيمة 20 دولارا لأول 20 ألف شخص تبرعوا بمبلغ 1 دولار على الأقل لحملته.
يركز المدير التنفيذي السابق لشركات تكنولوجية، و يستخدم ثروته الشخصية البالغة مليار دولار لتمويل حملته، على الاقتصاد ويقول إنه يريد إدارة الحكومة الفدرالية بشكل أشبه بالأعمال التجارية. وعندما يتم سؤاله عن ترامب، فإنه يتهرب ويغير الموضوع.
وباعتباره أكثر مرشح غير معروف، قد يخرج دوغ عن النص في محاولة لجذب الانتباه له في فرصة المناظرة، خاصة وأن احتمالات دخوله المناظرة الثانية تبدو ضئيلة في الوقت الراهن.
-
آسا هاتشينسون- حاكم ولاية أركنساس الجنوبية
يعد آسا هاتشينسون حاكما محافظا شعبيا في ولاية أركنساس الجنوبية، لكن انقلابه الكبير على ترامب، وتوجيه سهامه للرئيس السابق قد أثر على مكانته بين العديد من الجمهوريين.
ومثل كريستي، قد يحاول هاتشينسون استخدام المناظرة الأولى لإثبات صراحة أن ترامب مرشح غير مناسب للحزب الجمهوري. ومنذ بدء متاعب ترامب القانونية، يكرر هاتشينسون دعوته إلى ترامب بالانسحاب من السباق حفاظا على وحدة ومصلحة الحزب الجمهوري.