قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها دمرت 42 طائرة مسيرة فوق شبه جزيرة القرم في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، وسط تضارب الأنباء بشأن حصيلة الإنزال الأوكراني في شبه جزيرة القرم.
وأضافت الوزارة أن قوات الدفاع الجوي دمرت 9 طائرات مسيرة، في حين تم تدمير 33 أخرى عن طريق التشويش الإلكتروني، حيث تم تحطيمها دون أن تصل إلى أهدافها.
وقال ميخائيل رازفوزاييف حاكم مدينة سيفاستوبول الساحلية في شبه جزيرة القرم -الذي عينته موسكو- عبر تليغرام إنه تم تدمير عدد من الطائرات المسيرة فوق خيرسونيس على مشارف سيفاستوبول.
وتتعرض القرم بانتظام لهجمات بمسيرات جوية وبحرية منذ بدء كييف هجومها المضاد على القوات الروسية في مطلع يونيو/حزيران الماضي.
وأسقطت موسكو في نهاية يوليو/تموز السابق 25 طائرة مسيرة موجهة ضد القرم من دون تسجيل أي إصابات، بعدما أسقطت 18 مسيرة في منتصف الشهر ذاته.
كما قال الجيش الروسي في وقت مبكر من اليوم الجمعة إن أوكرانيا حاولت مهاجمة أهداف مدنية على الأراضي الروسية بصاروخ معدل من طراز “إس-200″، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت المقذوف فوق منطقة كالوجا المتاخمة لموسكو.
وفي وقت سابق، قالت الوزارة إنها أسقطت صاروخا أطلقته أوكرانيا فوق منطقة كالوجا المتاخمة لمنطقة موسكو.
ولم ترد تقارير فورية عن خسائر مادية أو بشرية جراء الهجمات التي ألقت روسيا باللوم فيها على أوكرانيا. وأوقف مطار أنروسيان الرحلات الجوية لبضع ساعات.
“فشل الهجوم المضاد”
في سياق مواز، نقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية اليوم الجمعة عن مدير جهاز المخابرات الخارجية سيرجينا ريشكين قوله إن فشل الهجوم المضاد الأوكراني “واضح”.
من جانبه، قال المتحدث باسم جهاز الاستخبارات الأوكرانية أندريه يوسوف إن عملية الإنزال الخاصة التي نفذها الجهاز، بالتعاون مع القوات البحرية، في شبه جزيرة القرم الليلة الماضية أسفرت عن مقتل 30 جنديا روسيا وتدمير 4 زوارق روسية.
في المقابل، نقلت وسائل إعلام روسية عن استخبارات موسكو أن عملية الإنزال أُفشِلت بقتل جميع الجنود المشاركين.
من جهة أخرى، أفاد البيت الأبيض بأن الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بدء تدريب طيارين أوكرانيين على تشغيل طائرات “إف-16″، والتعجيل بالموافقة على نقل دول أخرى طائراتها إلى أوكرانيا.
وأشار بيان للبيت الأبيض إلى أن الرئيس بايدن أكد لزيلينسكي التزام الولايات المتحدة بدعم دفاع أوكرانيا مهما تطلب الأمر ومحاسبة موسكو على أفعالها، على حد تعبير البيان.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر إن “هؤلاء الطيارين (الأوكرانيين) سيتلقون تدريبا على اللغة الإنجليزية” في تكساس في سبتمبر/أيلول المقبل، قبل أن “يشاركوا في تدريب على قيادة” هذه الطائرات في أريزونا (جنوبي غربي الولايات المتحدة) في الشهر التالي.
دعم نرويجي
وأتى تصريح المتحدث الأميركي بعيد إعلان النرويج أنها ستزود أوكرانيا بعدد من هذه المقاتلات الأميركية الصنع، لتصبح بذلك ثالث دولة تقطع تعهدا مماثلا منذ سمحت واشنطن لحلفائها الغربيين بتزويد كييف بهذا السلاح المتطور.
ولم تكشف النرويج عدد المقاتلات التي ستقدمها لأوكرانيا، لكن الدانمارك قالت إنها ستزود كييف بـ19 مقاتلة، في حين ستهبها هولندا 42 مقاتلة، وفقا للرئيس الأوكراني.
وبحسب الجنرال رايدر، فإن تدريب الطيارين الأوكرانيين يفترض أن يستغرق من 5 إلى 8 شهور، اعتمادا على مهاراتهم الحالية.
وأوضح المتحدث أن تدريب الطيارين الأوكرانيين على اللغة الإنجليزية قبل أن يبدؤوا التدرب على قيادة المقاتلات هو أمر ضروري “نظرا إلى التعقيدات وللمصطلحات الإنجليزية المطلوبة لقيادة هذه الطائرات”.
وأضاف أن الولايات المتحدة ستجري هذا التدريب لأنه يستحيل على الدانمارك وهولندا إدارة كل عمليات إعداد الطيارين الأوكرانيين.
عقوبات
في سياق مواز، قالت المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد إن واشنطن فرضت عقوبات على كيانين روسيين و11 فردا سهلوا النقل القسري للأطفال الأوكرانيين إلى روسيا وبيلاروسيا والمناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا.
وأكدت غرينفيلد خلال جلسة لمجلس الأمن أن التقارير تشير إلى أن روسيا نقلت أو رحلت آلاف الأطفال الأوكرانيين قسرا من البلاد منذ فبراير/شباط 2022، على حد قولها.
من جهة أخرى، حذرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية والسلام روزماري ديكارلو من أن الهجمات التي تستأنف منشآت الحبوب في أوكرانيا قد يكون لها عواقب عالمية بعيدة المدى.
وأكدت ديكارلو أن هذه الهجمات تقوّض التقدم الذي تم إحرازه في تعزيز الأمن الغذائي خلال العام الماضي.