أطلقت وزارة التربية والتعليم، منذ أيام، البرنامج التدريبي للإخصائيين النفسيين والاجتماعيين، والذى من المقرر تطبيقه فى المدارس التجريبية والرسمية واللغات تفعيلاً لبروتوكول التعاون الذي وقعته الوزارة مع مؤسسة “فاهم للدعم النفسي”.
البرنامج التدريبي يأتي اتساقاً مع استراتيجية بناء الإنسان المصري التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي عام ٢٠١٨، وتأتى في إطار خطة الوزارة لبناء شخصية سوية تمتلك المهارات التي تؤهلها للنجاح في الحياة.
أهمية هذه المبادرة تأتى لتوفير أخصائيين إجتماعيين ونفسيين أكفاء مدربين علـى التعريف بالأمراض النفسية تكون مهمتهم تدريب الإخصائيين بالمدارس والأطفال والشباب والأسر على التعرف على المرض النفسي وأخطاره وطرق علاجه.
كما لها أهمية أخرى وهى العمل على إزكاء العديد من المبادرات التي تهدف إلى نشر الوعي الصحي والنفسي للطلاب وأولياء الأمور والمعلمين، منها مبادرة مواجهة التنمر والعنف في المدارس، ومبادرة الكشف عن الأنيميا، والتقزم، والسمنة لطلاب المدارس.
وتأتى أهمية تدريب الاخصائيين النفسيين فى المدارس وتوجيهم وإكسابهم المهارة التى تؤهلهم لاكتشاف التعب والمرض النفسى، من منطلق ان المدرسة هى حائط الصد الأول للطالب المصري.
فالمدرسة هى الحائط ضد العديد من السلوكيات الخاطئة التي يمكن أن تؤدي بالطلاب لمشكلات نفسية تؤثر على شخصيتهم بالسلب مثل التنمر والعنف والتحرش وغيرها من السلوكيات الخاطئة التي تضع الطلاب في ضغط نفسي شديد قد يدفع بهم لردود أفعال عنيفة تؤثر على سلامتهم وسلامة زملاءهم.
المبادرة تأتى بالتوازى مع الدعم الذى تقدمه وزارة التربية والتعليم للمبادرة الرئاسية “حياة كريمة” وتوفير أخصائيين إجتماعيين ونفسيين إكفاء فى المدارس الموجودة بقري حياة كريمة سيكون لها بالغ الأثر في تكوين شخصية مصرية سوية.
ان المجتمع المصري يحتاج لإدراك أهمية الصحة النفسية، ومن هنا أرى أهمية التواصل مع الأسرة والتعاون لاكتشاف المرض النفسى مبكراً والعمل على علاجه وتحقيق الصحة النفسية خصوصا مع الاضطراب النفسى، والضغط النفسي الذى يتعرض له كل من فى سن الدراسة.
أهمية هذا البرنامج التدريبي للإخصائيين النفسيين والاجتماعيين في المدارس يأتى في ظل الانفتاح على الإنترنت وفي ضوء مفاهيم التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي والتي قد تحدث أثراً سلبياً على الطلاب.
لذلك نحتاج إلى أخصائيين إجتماعيين ونفسيين بفكر مختلف يتماشي ويتناسب مع المفاهيم الجديدة ومع التكنولوجيا الحديثة والمتغيرات التى يشهدها العالم والمجتمع وتدريبهم على هذا المحتوى ليتمكن من القيام بدوره الحقيقى.