أعلنت الأمم المتحدة أنها تقدر بأكثر من 3 مليارات دولار حجم المساعدات التي يحتاج إليها السودان في المجال الإنساني وللاجئين، بينما تتفاقم الأزمة الإنسانية في هذا البلد الذي يشهد مواجهات عنيفة منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وفي مراجعة لخطتها من أجل السودان، قالت الأمم المتحدة إنها تحتاج إلى 2.56 مليار دولار لمساعدة المتضررين من الأزمة هناك، مقابل 1.75 مليار دولار في تقديرات ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأكدت حاجتها إلى 470.4 مليون دولار إضافية للاجئين الذين فروا من البلاد، مشيرة إلى أن نصف سكان السودان أصبحوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وفي مؤتمر صحفي عقد اليوم في جنيف، أشار مسؤولو الأمم المتحدة إلى أنّ 220 ألف شخص أصبحوا لاجئين في مصر وتشاد وجنوب السودان، جراء الاقتتال في السودان الذي بدأ قبل شهر.
كما أكدوا أنّ الأمر المُلح الآن هو دعم الفارين من السودان، ودعم الدول المضيفة لهم، لافتين إلى أن ملايين السودانيين لزموا منازلهم ولا يستطيعون الوصول إلى الخدمات الصحية جراء الاقتتال والمعارك.
التطورات الميدانية
وتتواصل المعارك في السودان بالأسلحة الثقيلة للشهر الثاني، وتتركز في مثلث العاصمة: الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش إن القوات المسلحة وجهت ضربات مركزة على عدد من مواقع من سماهم المتمردين، كبدتهم من خلالها خسائر كبيرة في القوات والأسلحة والمركبات.
في المقابل، قالت قوات الدعم السريع -في بيان- إنها تمكنت من الاستيلاء على معسكر “السواقة” ومعسكرات شمال الخرطوم بحري، وأسر أكثر من 700 من قوات من سمتهم الانقلابيين.
وكان مصدر عسكري في الجيش السوداني قال إن الجيش استعاد السيطرة على بعض المناطق التي انسحب منها الثلاثاء وسط الخرطوم، في حين أعلنت نقابة أطباء السودان مقتل 822 مدنيا منذ بدء الاشتباكات.
وأوضح المصدر للجزيرة أن من بين المناطق التي استعادها الجيش: قيادة القطاع الأوسط للقوات الجوية، وفرع الرياضة العسكرية بمنطقة شارع 61 وسط الخرطوم.
وكانت قوات الدعم السريع قالت إنها سيطرت على معسكر الدفاع الجوي، وجميع المواقع العسكرية بمنطقة شارع 61 بالخرطوم.
محادثات جدة
سياسيا، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن السفير جون غودفري ما زال في جدة لدعم المحادثات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني بشأن وقف إطلاق النار والترتيبات الإنسانية.
من جهته، قال مصدر دبلوماسي سوداني مطلع للجزيرة إن المفاوضات بين طرفي القتال -التي جاءت بوساطة أميركية سعودية- ما تزال متواصلة في مدينة جدة السعودية، ولكن بشكل غير رسمي.
وأضاف أن الوفدين لم يجلسا على طاولة واحدة، وتم فقط تبادل المذكرات عبر الوسطاء، وأن النقاش بشأن الهدنة يمضي بشكل جيد في ظل توافق الطرفين على أن تكون مدة الهدنة القادمة 5 أيام قابلة للتجديد، مشيرا إلى استمرار وجود خلافات بشأن الترتيبات العسكرية التي من المفترض أن تسري عقب إعلان الاتفاق الجديد.