ذكر تقرير نشره موقع “نيوز ري” الروسي أن بولندا قلقة جدا من أي تطورات قد تحدث على حدود البلاد بعد “وفاة” زعيم فاغنر يفغيني بريغوجين في تحطم طائرته الخاصة بالقرب من موسكو.
وكانت بولندا قد عبرت عن مخاوفها من انتقال قوات من فاغنر إلى بيلاروسيا في هيئة مهاجرين غير نظاميين، وقررت مؤخرا إرسال قوات عسكرية إضافية لتعزيز الأمن على حدودها.
ونقل الموقع الروسي عن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي قوله إن “وفاة” بريغوجين تثير مخاوف كبيرة بالنسبة لوارسو على المستوى الأمني.
استفزاز وابتزاز
وأضاف مورافيتسكي “بالنسبة لي، ستُسخدَم وحدات فاغنر بقوة أكبر من ذي قبل، أو بنفس القدر، كأداة للاستفزاز والابتزاز وتنفيذ هجمات في إطار انتهاك السياسة الأمنية وزعزعة استقرار البلدان المتاخمة لروسيا وبيلاروسيا”.
وبحسب “نيوز ري” فمما زاد من مخاوف وارسو هو وقوع أحداث يمكن اعتبارها مؤشرات لكشف نوايا الجار البيلاروسي، وبينها رصد طائرتي هليكوبتر تابعتين للقوات المسلحة البيلاروسية من طراز “مي 24″ و”مي 8” كانتا تحلقان -قبل أيام- في مجال منطقة بيلوفيجيا الحدودية البولندية، ثم عادتا أدراجهما.
تعليقا على ذلك، وصفت وارسو الحادث بأنه تصرف غير مقبول وعامل من شأنه تصعيد التوتر على الحدود ودعت مينسك إلى توضيح موقفها.
وقد استدعت وزارة الخارجية البولندية القائم بالأعمال في بيلاروسيا ألكسندر تشيسنوفسكي للبحث في المسألة.
وفي مساء اليوم ذاته، أمر وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك بزيادة حضور القوات على الحدود مع بيلاروسيا.
وكشف الموقع الروسي أن بولندا وليتوانيا متفقتان على أن مقاتلي فاغنر سيحاولون زعزعة استقرار الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، بحيث يمكن أن يتنكر المقاتلون في أزياء لا توحي بانتمائهم ويدخلوا البلاد -بهيئة مهاجرين غير نظاميين- لارتكاب أعمال تخريبية.
حوادث غريبة
واليوم السبت، باشرت الأجهزة الخاصة البولندية تحقيقا بعدما أدى هجوم على شبكة اتصالات السكك الحديد إلى “اضطراب” حركة المرور جزئيا في شمال غرب البلاد.
واقتحم مجهولون شبكة الاتصالات اللاسلكية لخطوط السكك الحديد البولندية بالقرب من شتشين في شمال غرب البلاد، مطلقين إشارة “توقف” ما تسبب في توقف وتأخير حوالى 20 قطارا. واستؤنفت حركة المرور بشكل طبيعي بعد بضع ساعات.
وذكرت وسائل إعلام أنه أثناء بث إشارة “توقف”، سمع عمال في شبكة السكك الحديد النشيد الوطني الروسي وخطابا للرئيس فلاديمير بوتين.
وقال المتحدث باسم الأجهزة الخاصة البولندية ستانيسلاف زارين في بيان “حاليا، لا نستبعد أي سيناريو”، وقال في تصريح إعلامي “نعلم أنه منذ عدة أشهر بدأت محاولات لزعزعة استقرار الدولة البولندية”.
وأضاف أنّ “مثل هذه المحاولات تقوم بها روسيا الاتحادية بالتعاون مع بيلاروسيا”.