قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن في الفقه قاعدة تقول «المشقة تجلب التيسير» فإذا تردد الأمر بين يسر وعسر قدم اليسر, بنيت الشريعة كلها على هذا الأساس.
وأضاف علي جمعة، في منشور له، أن هذا الفهم قد ابتعد عنه كثير من الناس، ولذلك رأيناهم يريدون التشديد على أنفسهم، منوها أنه قد حذَّرنا رسول الله عندما علَّم صحابته، وعلَّم الأمة من بعدهم أنه وجد مرة حبلًا منصوبًا؛ فقال «ما هذا؟» قالوا: هذا حبلٌ وضعته زينب رضي الله تعالى عنها من أجل الصلاة، حتى إذا ما تعبت فإنها تستند على هذا الحبل؛ فأزاله، وقال هذه القولة القوية الجميلة: «لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ ، فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ».
وفي حديث آخر : عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ وَعِنْدِى امْرَأَةٌ مِنْ بَنِى أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ فَقَالَ: « مَنْ هَذِهِ؟ ». قُلْتُ: هَذِهِ فُلاَنَةُ وَهِىَ تَقُومُ اللَّيْلَ أَوْ لاَ تَنَامُ اللَّيْلَ. فَكَرِهَ ذَلِكَ حَتَّى رَأَيْتُ الْكَرَاهِيَةَ فِى وَجْهِهِ، فَقَالَ: « عَلَيْكُمْ مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ».
وأشار علي جمعة، إلى أنه يجب علينا أن نعبد الله سبحانه وتعالى بيسر بشوق بحب، وليس أداءً للواجب، أو تخلصًا من ما عليّ، هذا شعورٌ لا يوجِد أثر العبادة الصحيح في القلب، فأثر العبادة الصحيح {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}.
وذكر أن الإنسان عندما يأتي بالصلاة على وجهها تراه وقد نهته هذه الصلاة عن الفحشاء والمنكر، وذكَّرته بالصراط المستقيم، أما إذا أتى الصلاة على غير وجهها فإنها لا تُؤتي أثرها فيه، وتراه يخلط عملًا صالحًا، وآخر سيئا.