شهد محيط القاعدة العسكرية الفرنسية في العاصمة نيامي مظاهرة رفضا لبقاء سفير باريس في البلاد، كما طالب المتظاهرون بانسحاب كامل القوات الفرنسية. في حين حذر رئيس نيجيريا بولا أحمد تينوبو -الرئيس الحالي لمجموعة إيكواس- من تداعيات عدم تجاوب قادة الانقلاب مع المبادرة السياسية وعلى رأسها تدخل أطراف أخرى عسكريا.
ورفع المحتشدون أعلام النيجر وروسيا، وشعارات تندد بمواقف فرنسا، واتهموها بزعزعة أمن البلاد. وتأتي هذه المظاهرات مع انتهاء مهلة منحها المجلس العسكري للسفير الفرنسي في نيامي للمغادرة.
في سياق متصل، علمت الجزيرة من مصادر مطلعة أن السفير الفرنسي سيلفان إيتي لا يزال بالنيجر، في وقت تنتهي فيه، منتصف هذه الليلة، مهلة حددها له قادة المجلس العسكري لمغادرة البلاد.
وقبل ساعات من انتهاء المهلة التي حددها المجلس العسكري النيجري لمغادرة إيتي، قال عضو المجلس العسكري العقيد بشير أمادو إن شعب النيجر سيجبر هذا السفير على المغادرة، ودعا إلى مواصلة التعبئة والنضال حتى مغادرة آخر جندي فرنسي.
وقال مراسل الجزيرة في نيامي بابا ولد حرمة إن المتظاهرين في الملعب المركزي -أمس السبت- رددوا شعارات تندد بالعقوبات الاقتصادية التي فرضتها إيكواس على النيجر، كما أعربوا عن تأييدهم لقادة الانقلاب.
وفي كلمة أمام الحشد، قال عضو المجلس العسكري العقيد إيبرو أمادو إن النضال لن يتوقف حتى اليوم الذي لن يكون فيه أي جندي فرنسي في النيجر.
تهديدات غير مبررة
على صعيد آخر، قال رئيس الوزراء محمد الأمين الزين إن التهديدات التي تواجهها النيجر غير مبررة، وتعتبر تدخلا في شؤونها الداخلية.
كما رحب الزين بقرار المجالس المحلية والإقليمية تأييد المجلس العسكري، والمشاركة في الحوار الوطني الذي دعا إليه المجلس.
بدورها، قررت المجالس البلدية والإقليمية بالنيجر تأييد المجلس العسكري والمشاركة في الحوار الوطني الذي دعى إليه رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني بهدف وضع أسس المرحلة الانتقالية.
وثمن المنتخبون المحليون قرار رئيس المجلس العسكري إبقاء عمل مجالس البلديات والمجالس الإقليمية لتواصل عملها بإدارة الشأن المحلي.
تهديدات إيكواس
وفي سياق متصل، كشفت وسائل إعلام في نيجيريا تفاصيل جديدة عن الاجتماع المغلق الذي عقده رئيس نيجيريا الرئيسُ الحالي لمجموعة دول مجموعة غرب أفريقيا (إيكواس) مع وفد علماء الوساطة الذي غادر إلى نيامي للمرة الثانية.
ونُقل عن تينوبو تحذيره من أن عدم تجاوب قادة الانقلاب مع إيكواس سيفتح الباب لتحرك أطراف أخرى خارجة عن سيطرة المنظمة، كما حمّل المجلس العسكري المسؤولية عن تعريض شعب النيجر للخطر.
وطالب رئيس نيجيريا بالتزامات من المجلس العسكري في النيجر لاستعادة النظام الدستوري قبل فوات الآوان.
وكشف تينوبو عن ضغوط يتلقاها، تتمثل في مكالمات هاتفية مكثفة بشأن استعداد بعض الدول للتدخل عسكريا، مؤكدا أنه ما زال يعمل على ثني هذه الأطراف ومجموعة إيكواس عن استخدام القوة.
وكان رئيس مفوضية إيكواس عمر علي توراي قد قال إن المجموعة لم تعلن الحرب على شعب النيجر، وليس لديها خطة لغزو هذه البلاد.
لكنه أوضح أن اللجوء إلى خيار استخدام القوة لا يزال مطروحا على الطاولة.
تحركات دبلوماسية
وفي أحدث التحركات الدبلوماسية، بدأت “مولي في” مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية جولة تستمر 4 أيام في دول أفريقية منها نيجيريا، تناقش خلالها أزمة النيجر وسبل حلها.
وذكرت الخارجية الأميركية أن مولي ستشدد في محادثاتها على ضرورة الحفاظ على ديمقراطية النيجر، وإطلاق سراح الرئيس المحتجز محمد بازوم وأفراد أسرته.
من جانبها، دعت الجزائر السلطات الغانية إلى توحيد الجهود للوصول إلى حل سلمي يجنب النيجر والمنطقة تداعيات التصعيد المحتمل.
وقال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إن الرسالة التي سلمها إلى رئيس غانا “نانا أكوفو أدو” تضمنت مبادرة الرئيس عبد المجيد تبون تجاه الأزمة في النيجر.