كشفت صحيفة إزفستيا الروسية أن التحضير جار على قدم وساق في أوكرانيا لتنفيذ موجة جديدة من التعبئة العسكرية، حيث تريد كييف تجنيد عشرات الآلاف خلال الشهور المقبلة، ولتحقيق هذه الغاية، تعكف السلطات على تغيير التشريعات، وإحداث تغيير جذري في قيادات مكاتب التجنيد العسكرية.
وذكرت إزفستيا أن خطاب الزعماء الأوكرانيين تغير أيضا، فإذا كانوا يَعِدُون -في وقت سابق- بهزيمة سريعة لروسيا، فإنهم الآن يُعدُّون المجتمع لمواجهة طويلة الأمد.
وبحسب الصحيفة الروسية، فقد رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحديث عن هدنة، ورفض اقتراحا لمناقشة التخلي عن جزء من الأراضي الأوكرانية مقابل الانضمام إلى حلف الشمال الأطلسي (الناتو).
تجنيد
ونقل التقرير عن مصادر مطلعة قولها إن سلطات كييف ترغب في تجنيد نحو 300 ألف شخص خلال الأشهر الستة المقبلة. لذلك قام زيلينسكي في منتصف الشهر الجاري، بفصل جميع المفوضين العسكريين الإقليميين، وأحل محلهم عسكريين من ذوي الخبرة القتالية، من الذين يُعتبرون، في أوكرانيا، أكثر حماسة وأقل فسادا، وهذا يعني أنه سيصعب عملية التهرب من التجنيد.
وقالت إزفستيا إن قوات الأمن الأوكرانية داهمت قبل أيام مكاتب التسجيل والتجنيد العسكري في جميع أنحاء البلاد لإجراء عمليات تفتيش، وأفيد أنه تم تنفيذ 200 تحقيق لكشف أي عمليات فساد أثرت على ملف التجنيد.
وأضافت أن مراكز التجنيد يعرف أن بها أعلى نسبة من “ذوي التذاكر البيضاء” أي المتهربين من التجنيد. ومن المتوقع أنه بعد فحص الملفات الشخصية، ستراجع العديد من القرارات، وسيرسل الأشخاص الذين تجنبوا التجنيد سابقا إلى الجبهة.
وأوضح تقرير إزفستيا أن قائمة أولئك الذين يخضعون للتعبئة آخذة في التوسع، فقد ألغيت الكثير من الإعفاءات، ويجري إعداد مشروع قانون للنظر فيه يحظر مغادرة المراهقين من سن 16 عاما إلى خارج البلاد.
وتوضح الصحيفة الروسية أنه من المتوقع أيضا أن تتمكن مكاتب التسجيل والتجنيد العسكرية الأوكرانية في الخريف من الوصول إلى قواعد البيانات الإلكترونية للإدارات الأوكرانية، بما في ذلك بيانات وزارة الداخلية ووزارة العدل ووزارة الخارجية ودائرة حدود الدولة، وهو ما سيسمح بتتبع تحركات المجندين وإرسال مذكرات الاستدعاء عبر الرسائل القصيرة والبريد الإلكتروني.
ونقل التقرير عن الخبير السياسي الروسي ميخائيل بافليف قوله إنه خلال موجة التعبئة الحالية في أوكرانيا، سوف “يجندون أولئك الذين لم يكن من الممكن إشراكهم من قبل”.
كما نقل عن رئيس قسم العلوم السياسية وعلم الاجتماع في جامعة بليخانوف الروسية أندريه كوشكين قوله إن الغرب يرغب بالفعل في خفض حجم المساعدات، موضحا أن الرهان سيكون على التعبئة واسعة النطاق.
تغير الخطاب
ولفت التقرير إلى أن خطاب السلطات الأوكرانية قد تغير، ففي الشتاء والربيع، توقعوا هزيمة سريعة لروسيا خلال الهجوم المضاد، لكنهم الآن يحاولون إقناع الرأي العام بالعكس، حيث صرحت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء، بقولها إن المواجهة العسكرية ستستمر لفترة طويلة.
وأشارت إزفيستيا، إلى أنه بالإضافة إلى مراجعة أسلوب التجنيد، ومواجهة فساد إعداد ملفات التعبئة العسكرية، تكافح كييف لتسلم المعدات والأسلحة والذخيرة من الغرب. وقد وعدت كل من هولندا والدانمارك والنرويج بنقل طائرات مقاتلة من طراز إف-16 إلى كييف.
كما وعد الحلفاء الغربيون بإرسال عدة أسلحة إلى أوكرانيا، بينها دبابات، من أنواع مختلفة، وقذائف وعربات عسكرية.
ويرى تقرير إزفيستيا أن هناك الكثير من الإشارات المثيرة للقلق بالنسبة لكييف تأتي من الغرب بخصوص التسليح، حيث بدأت تشتكي من البطء، في حين أن حلفاءها الغربيين بدوا أقل حماسة من ذي قبل في تسليم أوكرانيا ما تريده من أسلحة، خاصة بعد تعثر الهجوم المضاد، وصمود القوات الروسية في جبهاتها.