حذرت إيران الولايات المتحدة من أن مصادرتها لشحنة نفط إيرانية كانت على متن ناقلة محتجزة لديها، تتعارض واتفاقا حديثا أبرمه البلدان لتبادل السجناء، ووصفت الإجراء بأنه غير مثمر، في حين طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طهران بالإفراج عن 4 من رعاياها معتقلين لديها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني -خلال مؤتمر صحفي- إن “أميركا تبدي اهتمامها بالحوار المباشر مع إيران من جهة، ومن جهة أخرى نشهد قيامها بفرض عقوبات جديدة ومصادرة شحنة النفط الإيرانية”، معتبرا أن “هذه الإجراءات لا تتوافق مع الرسائل التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى إيران بأنها مستعدة لإجراء الحوار المباشر واستكمال خطة العمل المشترك الشاملة”، في إشارة إلى الاتفاق الدولي المبرم عام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وكشف كنعاني أن الخارجية الإيرانية استدعت القائم بالأعمال السويسري الذي تتولى بلادُه إدارة المصالح الأميركية في إيران في ظل انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ عقود، احتجاجا على الخطوة الأميركية.
وفي المؤتمر الصحفي نفسه طالب كنعاني الولايات المتحدة بتوضيح صِلاتها بالمواطن الإيراني الألماني جمشيد شرمهد، مؤكدا أنه مدان بارتكاب “أعمال إرهابية”.
جاءت تصريحات كنعاني بعد أن التقى المبعوث الأميركي الخاص بإيران أبرام بالي يوم الجمعة بأسرة شرمهد.
وحثت ابنته واشنطن على عدم استبعاده من اتفاق تبادل السجناء الذي يجري بحثه حاليا بين الدولتين، وبموجبه سيتم أيضا الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في
كوريا الجنوبية.
وحكمت محكمة إيرانية على شرمهد، وهو حاصل أيضا على إقامة في الولايات المتحدة، بالإعدام في فبراير/ شباط الماضي لإدانته بالضلوع في هجوم على مسجد في شيراز أودى بحياة 14 شخصًا في أبريل/ نيسان عام 2008.
وأفرجت إيران -قبل أسبوعين- عن 4 أميركيين ووضعتهم رهن الإقامة الجبرية، لينضموا إلى مواطن أميركي خامس يخضع بالفعل للإقامة الجبرية في منزله، في الخطوة الأولى من اتفاق يُسمح بموجبه للخمسة في نهاية المطاف بمغادرة إيران.
معتقلون فرنسيون
وفي باريس دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إيران للإفراج عن الفرنسيين الأربعة المحتجزين لديها “في ظروف غير مقبولة”، وذلك في خطابه السنوي أمام السفراء الفرنسيين الاثنين.
وقال أمام الدبلوماسيين المجتمعين في باريس إنه ” لا شيء يبرّر احتجاز” المواطنين الفرنسيين “في ظروف غير مقبولة”.
وأفرجت طهران في مايو/أيار عن الفرنسي بنجامان بريير ومواطنه الذي يحمل أيضا الجنسية الإيرلندية برنارد فيلان، وذلك لأسباب “إنسانية”.
وتحتجز إيران 4 فرنسين أوقِفوا بين مايو/ أيار وسبتمبر/ أيلول 2022 وهم، لوي أرنو الموقوف، والمعلمة والنقابية سيسيل كولر ورفيقها جاك باري بتهمة “التجسس”، وشخص آخر لم تُكشف هويته.
وكانت طهران قد أطلقت سراح الباحثة الفرنسية-الإيرانية فريبا عادلخاه بعد حكم بالسجن 5 سنوات لإدانتها بتهمة المساس بالأمن القومي، من دون أن يسمح لها بعد بمغادرة البلاد.
وتعتقل طهران عددا من المواطنين الأجانب معظمهم مزدوجي الجنسية، بتهم التجسس في حين ترى دولهم أنهم “رهائن” احتجزوا لتحصل طهران على تنازلات من الدول الغربية أو مبادلتهم بمواطنين إيرانيين معتقلين لدى تلك الدول.
يذكر أن إيران أفرجت في مايو/ أيار الماضي عن مواطن بلجيكي بعد نحو عام ونصف من اعتقاله بتهمة التجسس مقابل الإفراج عن دبلوماسي إيراني أمضى 5 سنوات في سجنٍ ببروكسل بتهمة الإرهاب.