أعلنت السلطات اليونانية أن فرق الإطفاء مازالت تعمل جاهدة لإخماد الحريق الهائل المستعر في شمال شرق البلاد منذ نحو عشرة أيام، وتسبب في مقتل نحو 20 شخصا جميعهم مهاجرون غير نظاميين كانوا يختبئون في الغابة باستثناء شخص واحد.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن متحدث باسم رجال الإطفاء في اليونان قوله إن الحريق ما زال خارج السيطرة، وإن “نحو 500 رجل إطفاء تدعمهم 100 مركبة و7 طائرات وثلاث مروحيات يكافحون النيران”.
واندلع الحريق في 19 أب/أغسطس، قرب مدينة ألكساندروبوليس، لكنه سرعان ما خرج عن السيطرة بفعل الرياح العاتية وارتفاع درجات الحرارة، ووصل إلى منطقة إيفروس الحدودية مع تركيا، حيث تشير التقارير إلى أن النيران تمتد الآن على مساحة تقدر بنحو 10 كيلومترات.
وتشير تقديرات وكالة “كوبرنيكوس” التي تعنى بالتغير المناخي وتتبع الاتحاد الأوروبي، إلى أن الحريق قد أتى على أكثر من 77 ألف هكتار من أراضي الغابات، مما يجعله أكبر حريق تشهده القارة الأوروبية منذ سنوات عديدة.
أضرار بيئية لا تحصى
وطال الحريق غابة داديا، وهي محمية وطنية يونانية معروفة بكونها موطنا لأنواع كثيرة من الطيور الجارحة في شمال شرق اليونان، وتكتسي أهمية حيوية للاقتصاد اليوناني.
وفي تصريح أدلى به لوكالة الصحافة الفرنسية، قال رئيس بلدية مدينة سوفلي بانايوتيس كالاكيكوس إن “الأضرار البيئية جراء هذا الحريق لا تحصى.”
ووفقا لخبراء، فإن الغطاء النباتي كثيف للغاية في هذه المنطقة لدرجة أن النيران غالبا ما تكون غير مرئية، كما أن المياه التي يلقيها رجال الإطفاء لا تصل في كثير من الأحيان إلى البؤر المشتعلة.
وأجبر الحريق مئات الأشخاص من سكان المنطقة على الفرار من منازلهم، كما أصدر جهاز الحماية المدني اليوناني أمرا بإخلاء بعض القرى بالمنطقة خلال الأيام الماضية.
وتوجه 3 وزراء، من بينهم وزير حماية المواطن يانيس إيكونومو، والتنمية الزراعية ليفتيريس أفيناكيس، إلى مدينة ألكساندروبوليس التي بدأ منها الحريق لتقييم الأضرار.
وتشير تقديرات أصدرها المرصد الوطني اليوناني إلى أن الحرائق أتت على 120 ألف هكتار من الأراضي اليونانية منذ بداية العام الجاري، أي ما يزيد بثلاثة أضعاف عن المتوسط السنوي منذ عام 2006، وفق أرقام المرصد الأوروبي لحرائق الغابات.