تطورات ميدانية متسارعة شهدتها الحرب الروسية على أوكرانيا خلال الساعات الماضية، حيث قصفت روسيا مدنا أوكرانية عدة، جنوبي البلاد وشرقيها، في حين قصفت أوكرانيا عدة مناطق في مقاطعة دونيتسك، وفندت ما أعلنته موسكو بشأن تدمير منظومة باتريوت الأميركية في هجومها على العاصمة قبل يومين.
ففي ميكولايف، تم تفعيل الدفاعات الجوية الأوكرانية، وإعلان حالة التأهب الجوي، بعدما أعلن عمدة المقاطعة أن قصفا صاروخيا روسيًا من البحر الأسود استهدف مناطق مدنية وشبكات بنية تحتية.
وفي خيرسون، قالت سلطات المقاطعة إن القوات الروسية شنت 80 هجوما، استهدفت مناطق مأهولة، وأدت إلى إصابة أطفال. وقال حاكم المقاطعة إن القوات الروسية قصفت صباح اليوم الأربعاء مستشفى بمدينة بيريسلاف في المقاطعة.
وتحدثت السلطات الأوكرانية في زاباروجيا عن تعرض 16 منطقة وبلدة لأكثر من 80 هجوما روسيًا بمختلف أنواع الذخيرة، وأوضحت أن القصف استهدف نحو 50 منزلا ومنشأة خاصة، وألحق أضرارا بمركبات مدنية.
أما في مقاطعة دونيتسك، فقالت سلطاتها الموالية لروسيا إن القوات الأوكرانية قصفتها 63 مرة، وإن قذائفها أصابت مناطق سكنية، وألحقت أضرارا بعدد من المنازل، وكذلك أدت إلى مقتل 4 أشخاص، وإصابة 8، حسب وسائل إعلام محلية.
ومنطقة دونيتسك -التي يتحدث سكانها اللغة الروسية بشكل أساسي- هي واحدة من 4 مناطق تقول روسيا إنها ضمتها من أوكرانيا العام الماضي، في أعقاب ما وصفتها كييف وحلفاؤها الغربيون بأنها استفتاءات صورية.
في السياق نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 19 مسيرة أوكرانية واعتراض 9 صواريخ من طراز هيمارس، كما أشارت إلى أن وحدات الهجوم تواصل تقدمها في الأحياء الغربية لمدينة باخموت.
في المقابل، أكدت نائبة وزير الدفاع الأوكراني أن قوات بلادها تواصل التقدم في باخموت، في حين تستمر المعارك مع القوات الروسية، وقالت “استعدنا من القوات الروسية في ضواحي باخموت مساحة قدرها 20 كيلومترا مربعا”.
منظومة باتريوت
من ناحية أخرى، رأى المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إيغنات أن من المستحيل تدمير منظومة باتريوت للدفاع الجوي بصاروخ “كينجال” (Kinzhal) الروسي. وأضاف أن المنظومة مكونة من أجزاء عدة، على مسافات متباعدة، ولا داعي للقلق بشأنها.
وقال “تدمير المنظومة بكينجال! هذا مستحيل. كل ما يقولونه هناك يمكن أن يبقى في أرشيف الدعاية الخاص بهم”.
وكانت مصادر روسية أعلنت أن منظومة الصواريخ الأميركية للدفاع الجوي باتريوت في كييف دُمرت بواسطة صواريخ كينجال أُطلقت من طائرات “ميغ-31” في كمين جوي محكم.
ونقلت وكالة نوفوستي -عن مصدر لم تسمه- أن خصائص سرعة صواريخ كينجال تسمح لها بالوصول إلى أهداف عسكرية في أوكرانيا في غضون دقائق.
وفي واشنطن، رفض منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي تأكيد صحة التقارير التي تحدثت عن “تعرض نظام باتريوت للتلف” نتيجة قصف روسي على كييف، لكنه أشار إلى أن إصلاح المنظومة من طرف الأوكرانيين يعتمد على مدى الضرر الذي قد تكون تعرضت له.
من جهتها، قالت كييف إنها أسقطت 6 صواريخ كينجال -أمس الثلاثاء- لكن روسيا نفت ذلك. ولم يتضح السلاح الغربي الذي استخدمته أوكرانيا ولم
تصدر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تعليقا بعد.
وقبل اندلاع الحرب، كانت كييف تعتمد بالأساس على منظومات دفاعية روسية الصنع، لكن في الشهور الأخيرة دخلت منظومات الدفاع الجوي التي حصلت عليها من الغرب الخدمة، وبينها نظام باتريوت الشهير.
دعم أوروبي
سياسيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الحرب في أوكرانيا ستستمر ما دام ذلك يصب في مصلحة واشنطن، وأضاف أن الدول الغربية تسعى جاهدة لزعزعة العلاقات بين موسكو وبلدان الاتحاد السوفياتي السابق.
يأتي هذا، في حين عبر قادة الدول الـ46 الأعضاء في مجلس أوروبا خلال اجتماعهم في ريكيافيك، عاصمة آيسلندا، عبروا عن تضامنهم مع أوكرانيا، ووحدتهم في مواجهة روسيا.
وبحث الاجتماع -الذي جاء بعد عام من طرد روسيا من مجلس أوروبا- على مدار يومين، الدعم السياسي والحقوقي لكييف، في مسعى لإنشاء محكمة خاصة لملاحقة المسؤولين عن انتهاكات جرائم الحرب هناك.
وكشف اجتماع ريكيافيك النقاب عن سجل جديد للأضرار، وهو آلية لتسجيل وتوثيق الأدلة والمطالبات المتعلقة بالأضرار أو الخسائر أو الإصابات الناتجة عن الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا.
وفي الشأن نفسه، أكد رئيس وزراء بلجيكا ألكساندر دي كرو أن الدعم الأوروبي لكييف سيتواصل عسكريا وسياسيا.
وأضاف، في تصريحات خاصة للجزيرة، أن توقيع الدول الأعضاء في مجلس أوروبا على الاتفاقية المؤسسة لإنشاء سجل لحصر الدمار الذي تسببت به روسيا في أوكرانيا خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة.
كما أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس -اليوم الأربعاء- في برلين أنه يعود إلى “البيت الأبيض” اتخاذ قرار بشأن تسليم مقاتلات “إف-16” (F-16) إلى كييف.
وقال خلال مؤتمر صحفي ردا على سؤال بشأن “التحالف الدولي” الذي اقترحت لندن تشكيله لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة ذات تكنولوجيا غربية “لا نملك إف-16 ولن نسلّم (طائرات) تايفون، ولكننا طبعًا قادرون على المساهمة في التدريب والدعم، في حدود أن ليس لدينا طيارون (لطائرات) إف-16”.