أكد السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، الحرص على العمل لإنصاف المحتوى الداعم للقضية الفلسطينية والقدس الشريف.
جاء ذلك كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع الأول للفريق الفني العربي المكلف بالتفاوض مع شركات الإعلام الدولية اليوم الثلاثاء والذي تنظمه وزارة الاتصال الحكومي الأردنية.
وقال خطابي” إننا وبكل الحزم مطالبون بالعمل على إنصاف المحتوى الداعم للقضية الفلسطينية والقدس الشريف والحيلولة دون الاستخدامات المحرفة للحقائق التاريخية والجغرافية والعمرانية والتراثية ذات الصلة بالشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة”.
وأضاف أن هذا الاجتماع يأتي في نطاق تنفيذ القرار الصادر عن الدورة 53 لمجلس وزراء الإعلام العرب في يونيو المنصرم بالرباط بشأن تشكيل فريق للتفاوض مع الشركات الإعلامية العالمية.
وأشار إلى الجهود القيمة للرئاسة الأردنية في ضوء الوثيقة المرجعية التي أعدتها كأرضية للنقاش فيما بين الدول الأعضاء وإسهام مقدر من اتحاد الإذاعات العربية ضمن عمل تشاركي يؤشر على تحول نوعي في مسيرة العمل الإعلامي العربي على مستوى التعامل مع الفضاء الرقمي الدولي”.
ولفت خطابي إلى هذا التوجه الاستراتيجي يستهدف في المقام الأول حماية المصالح العربية وتكثيف الجهود الجماعية التي تهدف إلى تعزيز الحضور الفاعل في المجال الرقمي والحرص على تحقيق وضمان السيادة الرقمية التي أضحت في زمن الابتكار والثورة التكنولوجية للاتصالات مسألة حيوية لا غنى عنها لدى الدول والمجموعات الإقليمية.
وأكد السفير خطابي أن الجميع مطالبون خلال هذا الاجتماع واللجنة العربية المكلفة بتحديد أفضل الآليات لاستشراف تعامل آمن وشفاف ومنصف مع هذه الشركات وفق القواعد القانونية المتعارف عليها، واستئناسا بتجارب ونماذج دولية وخاصة الاتحاد الأوروبي، مع مراعاة الأنظمة التشريعية الوطنية، وذلك سواء من حيث الإيرادات الضريبية أو من حيث صون المحتوى الإعلامي العربي من خطابات الكراهية والتطرف والإساءة للأديان، فضلا عن الحمولات المخلة بالآداب العامة والسلم الأهلي.
وشدد الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية ، على أن قطاع الإعلام والاتصال يتطلع أن تشكل توصيات هذا الاجتماع فرصة لتنظيم الخدمات الرقمية مع هذه الشركات بما يسهم في ترسيخ المواطنة الرقمية الواعية في إطار منظور عربي متضامن وضوابط قانونية محكمة ، وهذا ما يتطلب وضع تصور منهجي واضح اعتمادا على مقاربة تفاوضية منسجمة للفريق الذي نراهن على كفاءاته المهنية للإسراع بتحديد الإجراءات التنفيذية المطلوبة تنفيذا لتوجيهات مجلس وزراء الإعلام العرب ، معربا عن ثقته أن روح التوافق والحوار واستحضار المصلحة العربية ستكون خير معين في نجاح هذه المهمة.
ويبحث الفريق آليات التفاوض مع شركات الإعلام الدولية، وإعداد مجمل الشروط والقواعد المنبثقة عن الاستراتيجية العربية الموحدة للتعامل مع شركات الإعلام الدولية، القانون الاسترشادي العربي لتنظيم وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي، وتنظيم عمل منصات البث الرقمي، والتعامل مع الضرائب الرقمية.
ويأتي اجتماع الفريق العربي، تنفيذا لقرار مجلس وزراء الإعلام العرب رقم (533) خلال دورته العادية الثالثة والخمسين في المغرب، باعتماد الاستراتيجية العربية الموحدة للتعامل مع شركات الإعلام الدولية التي قدمها الأردن، وتشكيل فريق فني عربي للتفاوض مع هذه الشركات برئاسة الأردن وعضوية كل من: السعودية، الإمارات، مصر، المغرب، تونس، العراق، والأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب واتحاد إذاعات الدول العربية.
وتسعى الاستراتيجية العربية إلى تعزيز المحتوى العربي والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية من الدعاية السلبية والإسلاموفوبيا، وحماية الأطفال والناشئة من المحتوى الضار، والتصدي لخطاب الكراهية، والأخبار الكاذبة والاعتداء على الخصوصية، إضافة إلى الحفاظ على حق وسائل الإعلام في سوق الإعلان الذي تستحوذ منصات التواصل الاجتماعي على الحصة الأكبر منه.