حشدت الشرطة الإسرائيلية 3 آلاف من أفرادها لتأمين ما يسمى مسيرة الأعلام التي ستقام غدا الخميس في القدس المحتلة، وقد دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينيين إلى التصدي للمسيرة والاشتباك مع قوات الاحتلال، وحذرت الرئاسة الفلسطينية من عواقب وخيمة من إصرار إسرائيل على إقامة المسيرة، واصفة إياها بالاستفزازية.
وأعلنت سلطات الاحتلال عن إجراءات أمنية وعسكرية لحماية مسيرة الأعلام التي تنظمها مجموعات يمينية غدا الخميس في ذكرى احتلال إسرائيل للقدس الشرقية وضمها، وفق التقويم العبري، واتخذ الجيش الإسرائيلي إجراءات على طول الحدود مع قطاع غزة ولبنان، ورفع حالة التأهب في قواته وتعزيزها بمنظومات القبة الحديدية.
وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو صرح من قبل أن المسيرة ستتم وفق ما هو مخطط له وفي نفس المسار المقرر.
وقالت القناة الإخبارية الإسرائيلية 13، أول أمس الاثنين، إن 4 وزراء أعلنوا مشاركتهم في المسيرة، وهم وزراء الأمن القومي إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش، والمواصلات ميري ريغيف، ووزير تطوير النقب إسحاق فاسرلاوف.
ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية عن بن غفير قوله “بشكل لا لبس فيه، مسيرة العلم، مسيرة العيد، صعود اليهود إلى الحرم القدسي، بدون أن يفكر أحد في إمكانية تهديدهم أو إلحاق الأذى بهم، هي رسالة إلى العالم بأسره”.
دعوات يمينية
كما دعت جماعات يمينية إسرائيلية متطرفة إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، غدا الخميس، مع حمل الأعلام الإسرائيلية.
وأعلنت هذه الجماعات المتطرفة عبر سلسلة منشورات لها عبر شبكات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية أنها تنوي حشد 5 آلاف من أنصارها لاقتحام المسجد الأقصى.
وخلال مسيرة الأعلام يحمل آلاف من المشاركين الأعلام الإسرائيلية ويرقصون في باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة، ولكن المسيرة بالنسبة للفلسطينيين تبقى استفزازية.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في وقت سابق إن مسيرة ستتم بمسارين، الأول يبدأ من القدس الغربية مرورا بباب الخليل، أحد أبواب البلدة القديمة، ثم قُبالة الحي الأرمني، وصولا إلى حائط البراق.
وأما المسار الثاني، فيبدأ من القدس الغربية مرورا بباب العامود، ثم طريق الواد وصولا إلى حائط البراق، وهو مسار استفزازي بالنسبة إلى الفلسطينيين.
وتترك سلطات الاحتلال للمشاركين في المسيرة اختيار المسار الذي يرغبون في سلوكه.
تحذيرات فلسطينية
وطالب القيادي في حركة حماس مشير المصري أهالي القدس بالحشد الجماهيري للتصدي لمسيرة الأعلام في القدس غدا؛ كما دعا أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والضفة والداخل المحتل للاشتباك مع الاحتلال، مؤكدا أن المقاومة رهن الاستعداد للحفاظ على المسجد الأقصى، ومنع تهويد القدس.
لمن لا يعرف ما هي مسيرة الأعلام الصهيونية ..
ولماذا ستشتعل فلسطين كلها .. وتنتفض ضد الاحتلال ومستوطنيه يوم غد ..
— الحـكـيم (@Hakeam_ps) May 17, 2023
وجاء تصريح المصري خلال وقفة في قطاع غزة اليوم رافضة لمسيرة الأعلام، وشارك في الوقفة عدد من علماء الدين في القطاع.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل إن “مسيرة الأعلام الصهيونية لن تمر والرد آت لا محالة”.
ومنذ أسابيع، طالبت فصائل فلسطينية بإلغاء مسيرة الأعلام التي تسببت في الماضي باشتباكات بين فلسطينيين من جهة ومستوطنين وعناصر الشرطة الإسرائيلية من جهة أخرى.
كما حذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من إصرار الحكومة الإسرائيلية على تنظيم المسيرة، ووصفها بـالاستفزازية، وأوضح أبو ردينة أن دعوات المتطرفين لاقتحام المسيرة للمسجد الأقصى ستُشعل المنطقة، وستكون العواقب وخيمة لمثل هذه المحاولات.
وحمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عما تسمى “مسيرة الأعلام” الاستفزازية، ونتائجها وتداعياتها، ليس فقط في القدس وإنما على ساحة الصراع، وفق تعبيرها، وأضافت الخارجية الفلسطينية أن مسيرة الأعلام دليل قاطع على أن القدس محتلة.