زارت مسؤولة أميركية عددا من الدول الأفريقية في تحرك دبلوماسي جديد لإيجاد حل للأزمة في النيجر، في حين حذرت الأمم المتحدة من تدهور الوضع الإنساني في هذا البلد، ودعت لتخفيف العقوبات التي فرضت على نيامي بعد الانقلاب الذي أطاح الشهر الماضي بالرئيس محمد بازوم.
فقد قالت الخارجية الأميركية -في بيان- إن مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية “مولي في” زارت كلا من نيجيريا وتشاد وغانا على خلفية الانقلاب في النيجر.
وأضافت الوزارة أن مولي أجرت كذلك مشاورات مع مسؤولين رفيعي المستوى في بنين وساحل العاج والسنغال وتوغو، وناقشت الدعم الأميركي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس).
وكانت الخارجية الأميركية قالت في بيان نشرته قبل أيام إن مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية ستشدد خلال جولتها على ضرورة الحفاظ على المكاسب الديمقراطية في النيجر وإطلاق الرئيس المحتجز محمد بازوم.
وتعتبر هذه الزيارة هي الثانية لمسؤول أميركي رفيع بعد أسبوعين من زيارة القائمة بأعمال نائب وزير الخارجية فيكتوريا نولاند إلى النيجر.
وخلال تلك الزيارة، أعربت نولاند عن قلقها إزاء التطورات في البلاد، مطالبة بالإفراج الفوري عن الرئيس محمد بازوم والمعتقلين ضمن محاولة الاستيلاء على السلطة بصورة غير دستورية، بحسب بيان الخارجية.
وكانت مجموعة إيكواس التي تضم 15 دولة لوحت بالتدخل العسكري لاستعادة النظام الدستوري في النيجر، لكنها أكدت أنه الخيار الأخير لحل الأزمة.
مبادرة جزائرية وتحذير فرنسي
وفي إطار الجهود الرامية لتفادي التدخل العسكري المحتمل، عرض وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف أمس الثلاثاء مبادرة سياسية لحل الأزمة في النيجر، مجددا تمسّك الرئيس عبد المجيد تبون باستبعاد خيار القوة.
وقال عطاف، في مؤتمر صحفي في الجزائر، إن المبادرة تشمل 6 محاور، تعزيز مبدأ عدم شرعية التغييرات غير الدستورية، ووضع ترتيبات سياسية للخروج من الأزمة، على ألا تتجاوز مدتها 6 أشهر، وتكون تحت إشراف سلطة وطنية تتولاها شخصية وطنية تحظى بقبول جميع الأطراف في النيجر.
وأضاف أن المبادرة تدعو لتقديم الضمانات لكل الأطراف، وتنظيم مؤتمر دولي حول التنمية في الساحل بهدف حشد التمويلات اللازمة لتجسيد برامج تنمية في المنطقة، مما يضمن الاستقرار والأمن.
من جهتها، جدّدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أمس الثلاثاء المطالبة بعودة النظام الدستوري في النيجر، وقالت إن “الانقلاب سيخفق”، محذرة من انهيار الأمن في هذا البلد.
وتأتي تصريحات كولونا بينما يسود الغموض بعد نهاية المهلة التي حدتها السلطات في النيجر للسفير الفرنسي لمغادرة البلاد.
الوضع الإنساني
على صعيد آخر، أعربت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في النيجر.
وقال مسؤول في المنظمة إن العقوبات المفروضة على النيجر منذ حدوث الانقلاب تحول دون وصول المساعدات الإنسانية الحيوية مثل الغذاء والدواء إلى محتاجيها.
وأكد مسؤولون بالأمم المتحدة أمس الثلاثاء أن مجموعة إيكواس تسلمت طلبات لاستثناء المساعدات الإنسانية من العقوبات.
وقد تكدست على حدود البلاد عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات مما أدى إلى ارتفاع في أسعار المواد الغذائية.
وفي الإطار، كشف متحدث باسم اليونيسيف عن عجز المنظمة عن نقل أكثر من مليون جرعة من لقاحات الحمى الصفراء وفيروس روتا من أوروبا إلى النيجر بسبب إغلاق المجال الجوي.