بين مليارديرات العالم، البذخ لا يعرف حدودا. من القصور المترامية الأطراف إلى أساطيل السيارات الفاخرة، غالباً ما ينغمس المليارديرات على هذا الكوكب في أنماط حياة باهظة تأسر الخيال. ومع ذلك، هناك ملياردير يستحوذ إسرافه على كعكة البذخ، على الرغم من أن ثروته لا تقترب لحد بعيد من ثروة نظيره الأميركي المعروف باقتصاده، وارن بافيت.
يتمتع سلطان بروناي، حسن البلقية، بثروات أسطورية، والتي وضعته أماكن معيشته الفخمة ومجموعة سياراته في مكانة خاصة به. ولكن عندما يتعلق الأمر بمقارنة الثروات، فحتى ملياراته تتضاءل أمام أمثال وارن بافيت، عرّاب “أوماها” والرئيس التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاواي.
وفي قلب عظمة السلطان يقع قصر إستانا نورول إيمان، وهو مسكن ضخم يمتد على مساحة مليوني قدم مربع. وتبلغ قيمة القصر 2.55 مليار دولار، والذي تم تصنيفه كأكبر قصر في العالم، وفقاً لموسوعة “غينيس”، إذ يضم 5 حمامات سباحة، و257 حماماً، وأكثر من 1700 غرفة، و200 حظيرة خيول مكيفة، و110 مرآباً لسياراته. كما يزين القصر والذي يعد أعجوبة معمارية قبة مزينة بالذهب عيار 22 قيراط، وفقاً لما ذكرته “ياهوو فاينانس”، واطلعت عليه “العربية.نت”.
لكن ليس قصره وحده هو الذي يجذب الانتباه. إذ يفتخر السلطان بمجموعة سيارات تفوق أحلام معظم عشاق السيارات. وتضم المجموعة أكثر من 7000 سيارة، وتقدر قيمتها بنحو 3 مليارات دولار، وتشمل 300 سيارة فيراري و500 سيارة رولز رويس وغيرها.
وارن بافيت
وعلى النقيض من أسلوب الحياة الفخم الذي يعيشه السلطان، يشتهر وارن بافيت، الرئيس التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاواي، وهو أحد أكثر المستثمرين نجاحاً على الإطلاق، بنهجه العملي في التعامل مع الثروة. ولطالما دافع المستثمر الملياردير، الذي تبلغ ثروته الصافية 118.9 مليار دولار، عن أسلوب حياة متواضع.
اشترى بافيت منزله في أوماها بولاية نبراسكا مقابل 31.500 دولار في عام 1958، ولا يزال يعيش هناك حتى اليوم. وبينما يستحوذ المليارديرات الآخرون على العقارات الفخمة في جميع أنحاء العالم، يظل بافيت متجذراً في منزله المتواضع.
أما بالنسبة لمركبته، فغالباً ما يُشاهد بافيت وهو يقود سيارة كاديلاك XTS موديل 2014، والتي يقال إنها تعرضت لأضرار بسبب البَرَد. في حين أن عشاق السيارات الفاخرة قد يسخرون من هذا الاختيار، فإن تفضيل بافيت للتطبيق العملي والقيمة على البذخ هو شهادة على نهجه المنضبط في الحياة.
مشاريع السلطان الاستثمارية
ومن ناحية أخرى، جمع سلطان بروناي ثروته في المقام الأول من خلال احتياطيات البلاد الوفيرة من النفط الخام والغاز الطبيعي. على الرغم من أن أسلوب حياته الباهظ أسطوري، إلا أنه انخرط أيضاً في العديد من الاستثمارات، بما في ذلك العقارات والمشاريع التجارية الأخرى.
وأبدت عائلة حسن البلقية، بما في ذلك الأمير عبد القوي، اهتماماً بتمويل الشركات الناشئة لتنويع محفظتها الاستثمارية. غامر عبدالقوي، وهو ابن شقيق البلقيه، بدخول مجال الشركات الناشئة من خلال المشاركة في جولة تمويل أولية لشركة الرعاية الصحية الماليزية الناشئة BookDoc. كان هذا بمثابة خروج كبير عن استثماراته التقليدية، بما في ذلك العقارات والشراكات مع شركات مثل ستاربكس كورب.
قصة ثروات متناقضة
في حين أن كل من السلطان وبافيت قد جمعا ثروات لا يمكن لمعظم الناس إلا أن يحلموا بها، فإن أساليبهم في التعامل مع الثروة لا يمكن أن تكون أكثر اختلافاً. ويعيش السلطان في قصر تبلغ قيمته المليارات، وتحيط به آلاف السيارات الفاخرة. ويعيش بافيت، رغم ثروته، حياة مقتصدة في نفس المنزل الذي اشتراه منذ أكثر من ستة عقود ويقود سيارة عمرها 9 سنوات.
على الرغم من أن أنماط حياتهم وخياراتهم الاستثمارية قد تبدو مختلفة تماماً، إلا أن هناك خيطاً مشتركاً يربط هؤلاء المليارديرات ببعضهم البعض، ألا وهو قدرتهم على تنويع ثرواتهم. وتغطي استثمارات بافيت مجموعة واسعة من الصناعات، من التأمين إلى السلع الاستهلاكية، في حين أظهر السلطان وعائلته اهتمامهم بكل من الأق التقليدية والناشئة.