قُتل جندي إسرائيلي وأصيب 10 آخرون من قوات الاحتلال -بينهم ضابط- في 3 عمليات بالضفة الغربية والقدس المحتلة خلال 24 ساعة. وبينما توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بالرد، يُجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الليلة تقييما للوضع مع قادة المنظومة الأمنية.
وقال الجيش الإسرائيلي -في بيان-، إن “جنديا قتل في عملية الدهس قرب حاجز (مكابيم) غربي رام الله بالضفة الغربية المحتلة”.
وأضاف الجيش أن جنديا آخر “أصيب بجروح خطيرة، واثنين بجروح طفيفة نقلوا على إثرها لتلقي العلاج في المستشفى”.
وقالت هيئة البث الإسرائيلي، “حسب التحقيق فإن المنفذ دهس 6 إسرائيليين أثناء توجههم إلى محطة للحافلات، ولاذ بالفرار صوب قريته دير عمار”.
أما إذاعة الجيش الإسرائيلي فقالت، إن “منفذ عملية الدهس، الذي أطلق عليه الجيش النار بعد ملاحقته، عمره 41 عاما، ولديه تصريح عمل في إسرائيل”.
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب داود درس متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، غربي رام الله.
وفي سياق ردود الفعل على عملية الدهس في رام الله، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أنه سيجري الليلة تقييما للوضع مع قادة المنظومة الأمنية.
وقد توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت بأن العملية التي أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي “ستكون لها عواقب وخيمة”.
اقتحام إسرائيلي وإصابات
في غضون ذلك، أصيب فلسطيني بالرصاص، وأصيب العشرات بحالات اختناق -اليوم الخميس- خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة ومخيم دير عمار، وسط الضفة الغربية مسقط رأس منفذ عملية الدهس.
وقال شهود عيان، إن قوة إسرائيلية دهمت بلدة ومخيم دير عمار غربي رام الله، وسط إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأشار الشهود، إلى أن مواجهات اندلعت بين الاحتلال وعشرات الفلسطينيين الذين رشقوها بالحجارة.
كما دهمت قوات الاحتلال عددا من منازل الفلسطينيين، وشرعت في عملية تحقيق ميداني مع عدد من السكان.
تفجير عبوة ناسفة
وفي نابلس، أصيب 4 جنود إسرائيليين -فجر اليوم الخميس- بانفجار عبوة ناسفة شمالي الضفة الغربية.
وقال جيش الاحتلال، “أصيب ضابط في الجيش الإسرائيلي و3 جنود جراء انفجار عبوة ناسفة، أثناء قيامهم بتأمين الطريق أمام المدنيين الإسرائيليين المتوجهين إلى قبر يوسف”.
وأضاف الجيش أنه جرى نقل الجنود إلى المستشفى لتلقي المزيد من العلاج الطبي، دون مزيد من المعلومات عن مدى إصاباتهم.
من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلي، “إن قوة من الجيش سارت بالقرب من عبوة ناسفة جرى تفجيرها عن بُعد”.
#شاهد اللحظات الأولى لتفجير العبوة الناسفة بدورية لجيش في منطقة الحرش شرق #نابلس وصراخ جنود الاحتلال.
لمتابعة آخر الأخبار عبر قناة نيو برس على تيلجرام https://t.co/6BCL5wfFPS pic.twitter.com/0FbuIeoGat
— Newpress | نيو برس (@NewpressPs) August 30, 2023
وأوضحت الهيئة، أن حالة أحد الجرحى “وصفت بالمتوسطة، والباقين بالطفيفة”.
وانتشرت مرئيات عبر منصات التواصل الاجتماعي، توثق لحظة تفجير العبوة التي رافقها صراخ قيل، إنه للجنود الإسرائيليين.
كما اندلعت مواجهات في المكان بين مقاومين وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت “عرين الأسود” (المقاومة الفلسطينية في نابلس) -عبر صفحتها في تليغرام- “أنذرناكم ولم تعتبروا، واليوم لا تنفعكم النذر”
ويوجد “قبر يوسف”، في الطرف الشرقي من نابلس الخاضعة للسيطرة الفلسطينية، ويعدّه اليهود مقاما مقدسا منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية في 1967، وينفي الفلسطينيون صحة ذلك، ويقولون، إنه يعود لرجل سكن المنطقة قديما، يدعى يوسف دويكات.
إصابة إسرائيلي في عملية طعن
وأصيب إسرائيلي -مساء أمس الأربعاء- في عملية طعن نفذها فلسطيني استشهد بالرصاص قرب باب العامود بالقدس الشرقية المحتلة.
وقالت الشرطة الإسرائيلية -في بيان-، إنها تلقت بلاغا “عن مشتبه به يحمل سكينا، ونفّذ عملية طعن في منطقة محطة القطار الخفيف بالقدس الشرقية”.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، إن هيئة الإسعاف قدمت العلاج الطبي للمصاب الإسرائيلي ونقلته إلى مستشفى “شعاري تسيديك” في القدس.
“لا أمن للمحتل”
وفي ردود الفعل الفلسطينية، أكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم، أن “العمليات التي ينفذها الشباب الثائر في الضفة الغربية ضد جنود جيش الاحتلال ومستوطنيه -وآخرها عملية الدهس غرب مدينة رام الله-، تحمل رسالة واضحة أنه لا أمن للمحتل، طالما يحتل أرضنا، ويعتدي على مقدساتنا”.
وشدد قاسم، على أن “تصاعد الفعل المقاوم في الضفة الغربية يؤكد أن المقاومة يزداد حضورها وتأثيرها، وأن الاحتلال سيظل عاجزا عن إيقافها بالرغم من كل جرائمه”.
وأشار إلى أن عملية “الدهس غربي رام الله بالإضافة إلى حالة التصدي البطولية في نابلس، تؤكد قدرة المقاومة على الانتقال من حالة الدفاع إلى الهجوم، ومباغتة جيش الاحتلال في أماكن لا يتوقعها”.
أما حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فقالت، إن “عملية نابلس التي نفذها مقاتلو كتيبة نابلس ضد جنود الاحتلال، تؤكد جاهزية المقاومة وحضورها الميداني في كل مخيمات الضفة، بتوجيه وقيادة حركة الجهاد”.
ووجّه المتحدث الإعلامي باسم الحركة مصعب البريم، “التحية لمقاتلي كتيبة نابلس الذين تصدوا لإرهاب الاحتلال وجنوده ومستوطنيه خلال عملية البأس الشديد، التي أوقعت جنود جيش الاحتلال في كمين محكم، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، خلال اقتحام المدينة”.
كما أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعملية الدهس قرب رام الله، “التي قام بها أحد أبطال شعبنا الثائرين”. مؤكدة أن الشعب الفلسطيني “مصمم على تصعيد الاشتباك المفتوح مع الاحتلال في كل مكان”.
وتشهد الضفة الغربية حالة توتر متصاعدة جراء استمرار الجيش الاحتلال بعمليات اقتحام مدن وبلدات بالضفة الغربية، تتركز في محافظتي نابلس وجنين.