أعلنت روسيا صدّ هجمات جوية أوكرانية على أراضيها وتوغلا جديدا عبر الحدود، بينما قالت كييف إنها حققت تقدما على المحور الجنوبي ورفضت أي انتقاد لهجومها المضاد الذي بدأته قبل أشهر.
وقالت السلطات الروسية إنها أحبطت هجمات أوكرانية بطائرات مسيرة في مقاطعتي، موسكو وبريانسك، ودمرت صاروخا أوكرانيا فوق شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
وقال حاكم مقاطعة بريانسك في غرب روسيا ألكسندر بوغوماز إن الحرس الوطني الروسي أسقط 3 طائرات مسيرة فوق بريانسك، بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير طائرة مسيرة أخرى بواسطة الدفاعات الجوية فوق منطقة “فوسكريسينسكي” بمقاطعة موسكو.
وفي القرم، قالت السلطات التابعة لروسيا إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت الليلة الماضية صاروخا أوكرانيا مجنحا شرق شبه الجزيرة التي تمتلك أهمية إستراتيجية بالنسبة لموسكو وتصر كييف على استعادتها.
وأضافت السلطات أن شظايا الصاروخ تسببت في ضرر بأحد خطوط الكهرباء ذات الضغط العالي.
توغل عبر الحدود
في سياق متصل أعلن حاكم بريانسك ألكسندر بوغوماز أن من وصفهم “بمخرّبيْن” أوكرانييْن قتلا وأُسر 5 آخرون كانوا توغلوا في منطقة بريانسك الروسية الحدودية مع أوكرانيا.
وأبلغت المناطق الروسية المجاورة لأوكرانيا مرارًا عن قصف وهجمات تقوم بها القوات الأوكرانية، بما في ذلك توغلات عبر الحدود.
وقال حاكم بريانسك إن عناصر من القوات الخاصة الأوكرانية حاولوا تنفيذ سلسلة من “الأعمال الإرهابية على منشآت بنية تحتية للطاقة” ومنشآت عسكرية أمس الأربعاء.
وأضاف في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي “في منطقة نافلينسكي (تبعد نحو 40 كيلومترا عن الحدود الأوكرانية)، تمت تصفية مسلحين اثنين واعتقال 5، وأن 3 منهم كانوا أصيبوا” في سياق التدابير القتالية.
وقال بوغوماز إن المجموعة استخدمت بنادق آلية أميركية الصنع وقنابل يدوية وذخائر بمواصفات مطابقة لمعايير حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ونشر صورة لما قال إنها أسلحة مصادرة.
وفي يونيو/حزيران الماضي، تعرضت منطقة بيلغورود الحدودية الروسية لأكبر عملية توغل منذ بداية الهجوم في أوكرانيا، وقالت موسكو حينها إنها قتلت عشرات المسلحين الموالين لأوكرانيا، بينما تحدثت كييف عن نجاح هجومها.
مكاسب جديدة
على الجانب الآخر، أعلنت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني، اليوم الخميس، إحراز مزيد من المكاسب في الهجوم المضاد بمنطقة زاباروجيا جنوبي البلاد. وذكر الجيش أن الوحدات الأوكرانية تقدمت جنوب قرية روبوتين صوب منطقة نوفوبروكوبيفكا المجاورة.
ولفت مسؤولون أوكرانيون إلى تقارير غير مؤكدة تشير إلى سيطرة القوات الأوكرانية بشرق البلاد على أراض قرب قرية فيربوفي.
بينما ذكر معهد دراسة الحرب الأميركي أنه اطلع على مقطع مصور أظهر أن بعض قوات الاستطلاع الأوكرانية قد تكون وصلت إلى ضواحي فيربوفي.
واستعاد الجيش الأوكراني مؤخرا السيطرة على قرية روبوتين بعد أسابيع من القتال. ويستهدف الجيش الأوكراني الوصول إلى بحر أزوف (نحو 90 كيلومترا من روبوتين) وقطع طريق إمدادات كبير بين المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الروسية.
وكانت هيئة الأركان الأوكرانية قالت إن قواتها تواصل هجومها باتجاه ميليتوبول وأنها تمكنت من صد هجمات للقوات الروسية باتجاه باخموت وليمان، في دونيتسك شرقي البلاد.
وأكدت أن القوات الأوكرانية تواصل ضرباتها الجوية لتجمعات للقوات الروسية، ومواقع الصواريخ المضادة للطائرات، وأنها دمرت وحدات صاروخية وآليات روسية في عدد من المواقع.
“اصمتوا”
هاجم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الخميس منتقدي الهجوم المضاد الذي تشنه بلاده ضد القوات الروسية منذ أشهر، ودعاهم إلى أن “يصمتوا”، وفق تعبيره.
وقال كوليبا على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في طليطلة في إسبانيا إن “انتقاد بطء الهجوم المضاد يعادل البصق في وجه جندي أوكراني يضحّي بحياته”. وأضاف “أقترح على جميع من يوجّهون انتقادات أن يصمتوا ويأتوا إلى أوكرانيا ويحاولوا تحرير سنتيمتر مربع واحد بأنفسهم”.
وفي يونيو/حزيران الماضي، باشرت أوكرانيا هجومًا مضادًا في الشرق والجنوب أتاح لها استعادة عدد من البلدات الصغيرة، لكنّها تواجه قوات روسية متحصّنة خلف خطوط دفاعية صلبة قوامها متاريس وخنادق وحقول ألغام.
وبعدما شكر للوزراء الأوروبيين الدعم الذي توفّره حكوماتهم لكييف، أعلن كوليبا أن أوكرانيا لا تزال بحاجة إلى الذخائر والعربات المدرعة والصواريخ البعيدة المدى وأنظمة الدفاع الجوي.
وتكرر كييف طلبها من حلفائها أسلحة وذخائر متقدمة ومقاتلات حديثة لاستبدال أسطولها القديم من الطائرات، وحصلت منذ بداية الحرب المستمرة منذ فبراير/شباط 2022 على دعم عسكري ومالي كبيرين خاصة من الولايات المتحدة.