قامت مجموعة قرصنة سودانية تدعى “أنونيموس السودان” بإيقاف خدمات منصة التدوينات القصيرة إكس X، المعروفة سابقًا باسم “تويتر” وبالفعل حدث شلل كامل في الموقع وانقطع عن الاتصال بالإنترنت في أكثر من اثنتي عشرة دولة صباح يوم الثلاثاء.
وفقا لما جاء في تقرير “بي بي سي” كان الهدف الأساسي من عملية قرصنة “إكس” هو الضغط على مالك المنصة الملياردير إيلون ماسك لإطلاق خدمة ستارلينك Starlink الخاصة به في بلادهم، وحتى الآن نجحت المجموعة في تعطيل خدمة X لأكثر من ساعتين في عدة دول، مع تأثر آلاف المستخدمين. ونشر الهاكرز على تيليجرام: “اجعلوا رسالتنا تصل إلى إيلون ماسك: افتح ستارلينك في السودان”.
أهداف ودوافع أنونيموس السودان
وعلى مدى عدة أسابيع من المحادثات الخاصة مع المجموعة عبر تطبيق الدردشة تيليجرام، تحدثت بي بي سي مع القراصنة حول أساليبهم ودوافعهم. وقال أحد أعضاء المجموعة، الذي يطلق على نفسه اسم Crush، لبي بي سي إن هجوم الثلاثاء غمر خوادم تطبيق X بحركة مرور هائلة لإيقافها عن العمل – وهي نفس تقنيات القرصنة الغير متطورة نسبيًا التي تشتهر بها العصابة.
وأفاد موقع Downdetector لتتبع الانقطاعات في المواقع والمنصات المختلفة إن ما يقرب من 20 ألف تقرير انقطاع تم تسجيلها من قبل المستخدمين في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، مع احتمال تأثر عدد أكبر بكثير من الأشخاص.
وقال عضو آخر في مجموعة القرصنة يدعى هوفا إنهم استخدموا ما يسمى بهجوم DDoS (رفض الخدمة الموزعة) وكان الهدف من ذلك هو زيادة الوعي حول الحرب الأهلية في السودان والتي “تجعل الإنترنت سيئًا للغاية وتنقطع لفترات طويلة”، ولمن لا يعرف فإن هجمات DDoS هي اختصار لجملة “هجوم رفض الخدمة الموزع (DDoS)” وهي ضمن الجرائم الإلكترونية يقوم فيها المهاجم بإغراق الخادم (سيرفر) بحركة مرور عبر الإنترنت لمنع المستخدمين من الوصول إلى الخدمات والمواقع المتصلة عبر الإنترنت.
من جانبها لم تعترف إدارة X علنًا بالتعطيل الذي حدث، ولم يرد “ماسك” أو يعلق على الأسئلة الموجهة له بشأن إطلاق خدمة “ستارلينك” في السودان وهي الخدمة التي تتيح الإنترنت عبر الأقمار الصناعية بدلا من الاتصالات العادية.
من هم أنونيموس السودان؟
تتردد شائعات قوية في عالم الأمن السيبراني أن هذه المجموعة ليست سودانية ولا علاقة لها بالسودان بل هي وحدة عسكرية إلكترونية روسية متخفية وتسبب فوضى إلكترونية لصالح لكرملين تحت غطاء جماعة قرصنة أجنبية.
السبب وراء انتشار هذه النظرية هي دعمها عبر الإنترنت للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتوافق الواضح للدوافع مع عصابات القرصنة الأخرى في بلاده.
لكن أنونيموس السودان نفت مرارا وتكرارا فكرة أنها روسية، وللمرة الأولى شاركت الأدلة مع “هيئة الإذاعة البريطاينة” على أنها موجودة بالفعل في السودان، كما شارك “كوش” المتحدث الرسمي باسم المجموعة والعضو الرئيسي، موقعه المباشر على تطبيق Telegram كدليل، كما أرسل كراش وهوفا صورًا لجوازات سفرهما السودانية ولقطات شاشة أخرى تشير إلى وجودهما في السودان.
وفي يونيوالماضي، نشرت العصابة رسالة دعم للحكومة الروسية لإنهاء التمرد المستمر من قبل قوات فاغنر، وأوضح “كراش” : “شيئا مماثلا حدث لبلادنا والروس وقفوا معنا فأردنا رد الجميل لهم”، في إشارة إلى دعم روسيا للحكومة السودانية وهي تخوض الحرب الأهلية المستمرة.
ويصر على أن مجموعتهم تتكون من “عدد صغير” من المتسللين السودانيين الذين يشنون الهجمات من أرض السودان على الرغم من انقطاع الإنترنت بشكل منتظم. ومنذ ظهورها في يناير الماضي نجحت جماعة “أنونيموس سودان” في تعطيل مواقع العشرات من المنظمات وخدمات الويب الحكومية في فرنسا ونيجيريا وإسرائيل والولايات المتحدة.
خلال الشهر الماضي، هاجمت أنونيموس سودان كينيا، وادعت أن السبب هو “تدخلها المستمر في الشؤون السودانية”، كما أدت أحد الهجمات إلى تعطيل بوابة eCitizen الإلكترونية في كينيا والتي يستخدمها الجمهور للوصول إلى أكثر من 5000 خدمة حكومية.