كييف لمنتقدي هجومها المضاد: اصمتوا أو تعالوا قاتلوا بأنفسكم
طلبت أوكرانيا فجر الجمعة من منتقدي وتيرة هجومها المضاد المستمر منذ ثلاثة أشهر أن “يصمتوا” في أوضح إشارة حتى الآن على استياء كييف من تسريبات لتصريحات مسؤولين غربيين يقولون إن قواتها تتقدم ببطء شديد.
فمنذ أن شنت أوكرانيا هجوما مضادا تستخدم فيه معدات عسكرية غربية بمليارات الدولارات، استعادت أكثر من اثنتي عشرة قرية لكنها لم تتمكن بعد من اختراق الدفاعات الروسية الرئيسية.
“تركيز القوات بالأماكن الخطأ”
ونقلت تقارير في صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست ومؤسسات إخبارية أخرى الأسبوع الماضي عن مسؤولين أميركيين وغربيين قولهم إن الهجوم لم يرق إلى مستوى التوقعات. وانتقد البعض استراتيجية كييف، واتهموها بتركيز قواتها في الأماكن الخطأ.
وفي حين تقول موسكو إن الهجوم الأوكراني فشل بالفعل، يؤكد القادة الأوكرانيون أنهم يتحركون ببطء عمدا لإضعاف الدفاعات والإمدادات الروسية وتقليل الخسائر عندما يهاجمون في نهاية المطاف بكامل قوتهم.
“بمثابة بصق في وجه الجندي الأوكراني”
من جانبه، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا للصحفيين اليوم الخميس إن “انتقاد الوتيرة البطيئة للهجوم المضاد يعني… البصق في وجه الجندي الأوكراني الذي يخاطر بحياته كل يوم ويتقدم ويحرر كيلومترا تلو الآخر من الأراضي الأوكرانية”.
كما قال خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في إسبانيا “أنصح جميع المنتقدين بأن يصمتوا، وأن يأتوا إلى أوكرانيا ويحاولوا تحرير سنتيمتر مربع واحد بأنفسهم”.
“جديرون بالثقة”
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج لشبكة (سي.إن.إن) أن القادة الأوكرانيين جديرون بالثقة.
وأضاف “لقد فاق الأوكرانيون التوقعات مرارا. علينا أن نثق بهم. نحن ننصح ونساعد وندعم. لكن… الأوكرانيين هم من يجب أن يتخذوا هذه القرارات”.
الخطوط الدفاعية
بعد شهور شقت القوات الأوكرانية خلالها طريقها عبر حقول الألغام الكثيفة، وصلت أخيرا إلى الخطوط الدفاعية الروسية الرئيسية في الأيام الماضية جنوبي قرية روبوتين التي انتزعت السيطرة عليها الأسبوع الماضي في منطقة زابوريجيا بغرب البلاد.
وتتقدم القوات الآن بين قريتي نوفوبوكروبيفكا وفيربوف القريبتين، بحثا عن طريق للالتفاف حول الخنادق المضادة للدبابات وصفوف من الأهرامات الخرسانية المعروفة باسم “أسنان التنين” التي تشكل التحصينات الروسية الرئيسية ويمكن رؤيتها من الفضاء.
وقال قائد أوكراني في المنطقة لرويترز الأسبوع الماضي إن القوات اخترقت أصعب الخطوط الدفاعية ووصلت إلى مناطق دفاعاتها أقل ومن المتوقع الآن أن تتقدم القوات بسرعة أكبر. ولم تتمكن رويترز من التحقق من ذلك بشكل مستقل.
ونادرا ما تقدم كييف تفاصيل عن عملياتها الهجومية.
“تحركات إيجابية”
أما في بيان الخميس، قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن القوات الأوكرانية حققت نجاحات بالقرب من نوفوبوكروبيفكا، دون أن تخوض في تفاصيل.
وذكرت أيضا أن القوات الأوكرانية تتقدم بالقرب من باخموت في الشرق، وهي المدينة الوحيدة التي سيطرت عليها روسيا خلال هجومها الذي شنته في وقت سابق من العام. وأضافت أن معارك عنيفة تدور في قرى جنوبي المدينة.
فيما تحدث أولكسندر سيرسكي قائد القوات البرية الأوكرانية عن “تحركات إيجابية” بالقرب من باخموت.
هجمات الطائرات المسيرة في روسيا
كثفت أوكرانيا أيضا هجمات الطائرات المسيرة على أهداف في العمق الروسي وفي الأراضي التي تسيطر عليها موسكو في أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها دمرت طائرة مسيرة أوكرانية أخرى فوق منطقة بريانسك في جنوب روسيا.
وأعلن حاكم منطقة بسكوف بغرب روسيا في وقت متأخر من مساء الخميس أن وحدات الدفاع الجوي الروسية “حيدت جسما مجهولا”.
وفي الليلة السابقة، أعلنت موسكو عن محاولات أوكرانية لشن ضربات بطائرات مسيرة في ست مناطق روسية، تسببت ضربة منها في نشوب حريق هائل في قاعدة جوية عسكرية في بسكوف، مما أدى إلى إتلاف عدة طائرات نقل عسكرية عملاقة على المدرج.
زيلينسكي يتباهي بهجوم بسكوف
ونادرا ما تعلق أوكرانيا بشكل مباشر على هجمات بعينها داخل روسيا، لكن بدا أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي يتباهى بهجوم بسكوف الخميس.
وقال في خطابه المسائي المصور “نتائج لأسلحتنا، الأسلحة الأوكرانية الجديدة، على بعد 700 كيلومتر”.
يشار إلى أن حلفاء أوكرانيا يمنعون كييف من استخدام الأسلحة التي يقدمونها إليها في مهاجمة الأراضي الروسية، لكنهم يقولون إن لكييف الحق في مهاجمة أهداف عسكرية بأسلحتها الخاصة.
كييف لمنتقدي هجومها المضاد: اصمتوا أو تعالوا قاتلوا بأنفسكم
المصدر: مقالات