يصادف في مثل هذا اليوم بتاريخ 3 سبتمبر 2002، وفاة مفيدة عبد الرحمن، أول محامية مصرية، وُلدت في 20 يناير 1914 في حي الدرب الأحمر بالقاهرة.
والدها هو عبد الرحمن محمد، الذي كان يتمتع بجمال في الخط، حيث قام بكتابة المصحف الشريف تسعة عشر مرة، وقد دعمها كثيرًا لتتمكن من استكمال دراستها.
وانضمت مفيدة إلى جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) في عام 1935، على الرغم من رغبتها في دراسة الطب، تقررت لها دراسة الحقوق، وكانت بذلك تصبح أول امرأة متزوجة تنضم إلى الجامعة، تزوجت قبل أن تتمم عامها العشرين من الكاتب الإسلامي محمد عبد اللطيف في عام 1933، حصلت على درجة البكالوريوس في الحقوق عام 1939، وكانت لديها في ذلك الوقت خمسة أبناء.
ممارسة مهنة المحاماة
بدأت مفيدة ممارسة مهنة المحاماة في نوفمبر 1939، وحققت شهرة كبيرة بعد فوزها في أول قضية قتل غير متعمد، حيث تم تبرئة موكلها.
وتم اختيار مفيدة للدفاع عن درية شفيق في المحكمة، حيث تمكنت درية في فبراير 1951 من جمع 500 امرأة سرًا من مجموعة “بنت النيل” والاتحاد النسائي المصري لتنظيم مسيرة أمام البرلمان للمطالبة بحقوق المرأة الاجتماعية والاقتصادية.
وعملت مفيدة كمحامية دفاع في الخمسينات في محاكمات سياسية مشهورة تتعلق بمجموعة متهمة بالتآمر على الدولة، وكانت أول امرأة ترفع دعوى أمام المحاكم العسكرية في مصر.
في عام 1959، أصبحت مفيدة نائبة في البرلمان عن منطقة الغورية والأزبكية لمدة سبعة عشر عامًا متتاليًا.
شاركت مفيدة في عمل لجنة تعديل قوانين الأحوال الشخصية وساهمت في وضع قوانين لتنظيم الأسرة بما يشمل الزواج والطلاق، وذلك في أوائل الستينات.
عملت مفيدة على تأسيس جمعية “نساء الإسلام” وتولت رئاسة الجمعية لعدة سنوات.
الأم العاملة المثالية
نظرًا لنجاحها في المحاماة والبرلمان، بالإضافة إلى تربيتها لتسعة أبناء، فقد حازت على لقب “الأم العاملة المثالية”
وتوفيت المحامية والبرلمانية مفيدة عبد الرحمن في الثالث من سبتمبر عام 2002 عن عمر يناهز 88 عامًا.