عاش يانيك ناقماً على والده فيريرا أكثر من نصف عمره بعد أن هجر الأخير والدته كارمن التي قامت بتربية أطفالها الأربعة وحدها ويصبح ابنها كاراسكو أبرز لاعب في العالم يبحث عن ذاته في الصين في خطوة أثارت الكثير من الأسئلة حينها.
فتح يانيك عينيه في فيلفورد البلجيكية، وهي محطة للمهاجرين، إذ باتت مقصداً للإسبان عقب الحرب العالمية الثانية وتحديداً القادمين من مدينة قرطبة، وتبعهم مغاربة وبرتغاليين وأتراك ومقدونيين.
ولد كاراسكو في الرابع من سبتمبر 1993، لكنه لم ينعم بحياة عائلية مستقرة، فوالده فيريرا البرتغالي الأصل قرر الاختفاء من حياة زوجته وأطفاله الأربعة، ومع مرور الأعوام نشأ يانيك ناقماً على والده وممتناً لوالدته كارمن ذات الأصول الإسبانية على كل شيء فعلته من أجل.
يسترجع كاراسكو طفولته ويقول: وجود والدي من عدمه لم يكن مهماً بالنسبة لي، إذ قامت والدتي بالدورين على أكمل وجه. هي أهم شخص بالنسبة لي، منحتني الإيمان والثقة عندما لعبت لغينك ودعمتني عندما قررت عدم إكمال دراستي للتركيز على كرة القدم. كانت مرحلة صعبة عليها أم عزباء لأربعة أطفال، ميلان وهوغو وسيليا، أنا ممتن لها للأبد. كل ما أنا عليه الآن هو بسببها.
مأساة رحيل والده لم تقف عائقاً أما طموح يانيك الذي صنع لنفسه اسماً لافتاً في كرة القدم بدءا من وضع بصمته الأولى في أوروبا في ثلاثية موناكو على أرسنال في دوري أبطال أوروبا 20152016 إلى أكبر أهدافه أهمية في البطولة نفسها وتحديداً بالنهائي أمام ريال مدريد، إذ احتفل رفقة صديقته حينها نومين هابارت ملكة جمال بلجيكا 2013، والتي أصبحت بعد ذلك الهدف بعام زوجته.
انطلاقة كاراسكو بعد الموسم اصطدمت بقناعات مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني الذي تعاقد مع الإسباني فيتولو صيف 2017، ما تسبب بقلة مشاركات اللاعب البلجيكي، قبل أن يتخذ القرار الذي أثار استغراب الكثيرين، إذ قرر الانتقال نحو داليان الصيني في خطوة لم تكن متوقعة.
خلال فترته الشرق آسيوية لعب كاراسكو 52 مباراة سجل خلالها 24 هدفا وصنع 17 وبعد فترة وصلت إلى عامين و6 أشهر وهرباً من توقف الكرة الصينية بسبب فيروس كورونا المستجد، عاد كاراسكو إلى أتلتيكو مدريد أملا في أن يستدعى لتمثيل بلاده في كأس أوروبا التي أقيمت عام 2021 وهو ما حدث.
في فترته الثانية مع أتلتيكو أصبح يانيك لاعباً لا غنى عنه لدى الأرجنتيني سيميوني، وفي مطلع العام الجاري انتقل الهولندي ممفيس ديباي إلى النادي العاصمي قادماً من برشلونة، ووضع الأخير شرطاً في الاتفاقية بين الناديين تنص على حصول النادي الكاتالوني على كاراسكو مقابل أقل من 20 مليون يورو.
ولم يفعل برشلونة هذا الشرط، إذ استقر على التعاقد مع مجموعة مختلفة من اللاعبين، فيما غادر كاراسكو أتلتيكو يوم الاثنين إلى الشباب بعد الفوز ببطولتي الدوري الإسباني وكأس السوبر الأوروبية، و47 هدفاً في 266 مباراة.