قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن مطالب روسيا للعودة إلى اتفاق الحبوب الذي انسحبت منه قبل أسابيع تتمثل في التأمين على السفن وإدراج بنكها الزراعي في نظام “سويفت” العالمي للمدفوعات.
وفي تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام تركية على متن الطائرة مساء أمس الاثنين بعيد اجتماعه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود (جنوب شرق روسيا) أضاف أردوغان أن موسكو تقدم هذين المطلبين بوصفهما ضروريين لإعادة إحياء الاتفاق، وأن بوتين أخبره أنه لن يتخذ أي خطوات حتى تفي أوروبا بالوعود التي قطعتها له.
وتابع أن المقترح الذي تقدم به الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أواخر أغسطس/آب الماضي عمل على تلبية بعض المطالب الروسية، وكرر أنه يعتقد أنه يمكن التوصل إلى حل قريبا.
كما قال الرئيس التركي إن أنقرة على اتصال وثيق مع الأمم المتحدة بشأن مساعي العودة لاتفاق الحبوب في البحر الأسود، مشيرا إلى أنه سيتحدث مع غوتيريش بهذا الشأن.
وكان الرئيس الروسي قال خلال اجتماعه مع الرئيس التركي أمس الاثنين إن موسكو ستعود إلى اتفاق الحبوب بمجرد رفع العقوبات الغربية على نقل الحبوب والأسمدة الروسية.
وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن اتفاق تصدير الحبوب عملية متعددة الأطراف، ومن غير المرجح بعد الاتفاق على شيء محدد، مشيرا إلى أن الغرب رفض لفترة طويلة الامتثال لشروط الصفقة، مما جعل استمرارها مستحيلا، على حد تعبيره.
وعن لقاء بوتين وأردوغان، قال بيسكوف إنه لا توجد خطط للتوصل إلى أي اتفاقات محددة، وإن الهدف الرئيسي ضبط المواقف بشأن مجموعة من العلاقات الثنائية.
“ابتزاز روسي”
وفي أول تعليق على لقاء القمة بين بوتين وأردوغان والذي جرى خلاله بحث اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن استئناف العمل بالاتفاق يجب ألا يأتي نتيجة ما سماه الابتزاز الروسي.
واعتبر كوليبا أن الجانب الروسي لا يمكن الوثوق به، وبالتالي يتعين البحث عن بدائل، حسب تعبيره.
وكشف الوزير الأوكراني أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
أولوية قطرية
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن الأولوية بالنسبة لبلاده هي العودة إلى اتفاق الحبوب السابق.
وأضاف الأنصاري -في مؤتمر صحفي بالدوحة- أن الاتفاق كان مهما لتحقيق الأمن الغذائي للعديد من دول في العالم، وأن توقفه سيؤثر على هذه الدول.
وكان أردوغان قال خلال لقائه بوتين إن دولة قطر تقدم بالفعل مساعدات مالية وتمويلا بشكل خاص لنقل سفن الحبوب إلى الدول الأفريقية.
يذكر أن اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود -الذي رعته الأمم المتحدة وتركيا- سمح منذ بدء العمل به في يوليو/تموز 2022 بتصدير نحو 33 مليون طن من الحبوب حسب صندوق النقد الدولي.
وبعد انسحاب روسيا من الاتفاق في يوليو/تموز الماضي بدأت أوكرانيا بشكل منفرد تصدير شحنات من الحبوب من موانئها ضمن ما أطلقت عليه الممر الإنساني في البحر الأسود.