سلط كبار كتاب الصحف، في مقالاتهم اليوم الخميس، الضوء على عدد من القضايا التي تهم المواطن المصري والعربي.
فتحت عنوان “الحوار الوطني.. تحويل الأهداف إلى حقائق”، قال علاء ثابت رئيس تحرير صحيفة “الأهرام”، في مقاله: سعدت مثل كل مصري بالروح الجديدة التي تميز فعاليات الحوار الوطني، الذي تشارك فيه كل الأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية والعمالية والجمعيات الأهلية، أي أننا أمام بوتقة تضم مختلف طوائف وتيارات وقوى المجتمع، وهذا حدث استثنائي لم يحدث من قبل، فلم يسبق أن التقت كل فعاليات المجتمع المصري تحت سقف وطني واحد، وبهدف واحد، وهذا في حد ذاته مكسب كبير، لأنه يجسد شعورا عاما بضرورة التوافق والمشاركة، وأن يعمل الجميع من أجل الوطن، وأن نستفيد من كل الطاقات والآراء، لتفتح أمامنا آفاقا أوسع، وخيارات أكثر رحابة، وأن نتعامل مع منتجات الحوار الوطني على أنها خلاصة تلك التجربة الجامعة الفريدة.
وتمنى الكاتب أن تنطلق كل القوى السياسية والمجتمعية المشاركة وتطرح رؤاها وكأنها من تواجه تلك التحديات وأمامها كل ملفات العمل الوطني، وتقدم رؤاها في كيفية التصدي لها، دون أن تسعى لإثبات تميزها عن الآخرين، أو تبرز اختلافها، وإنما تسعى إلى وضع تشخيص دقيق للمشكلات والتحديات، وأن تقدم ما يمكن تنفيذه على أرض الواقع، آخذين بعين الاعتبار ما يتوافر لنا من مقومات، وما لا يمكن أن نوفره، وأن نراعى الظروف المحلية والدولية، لأننا لسنا في جزيرة معزولة عن العالم، فنحن جزء فاعل ومؤثر ويتأثر بمحيطه الإقليمي والدولي.
وأضاف علاء ثابت أن الرئيس السيسى يؤمن بأن مصر تمتلك من القدرات والإمكانات ما يجعلها فى مقدمة الأمم، وعلينا أن نعزز تلك الثقة، وأن نحولها إلى واقع ملموس، وأن نستثمر ما نمتلكه من عقول وإرادة ونوايا وحب لمصر فى البناء ومواجهة التحديات فى مختلف المجالات، وأن نتقدم بعدة بدائل فى مواجهة كل تحد، ونختار ما تتوافر له مقومات النجاح، أو نمنح الفرصة لأكثر من بديل، وأن نتنافس جميعا فى الوصول إلى الغاية التي تجمعنا جميعا.
وأكد الكاتب أن يأتي توقيت حوارنا الوطني في فترة بالغة الأهمية، تشهد الكثير من الصراعات العالمية والأزمات والتحديات والتحولات، وعلينا أن نتحلى بالوعى والفهم والنضج والقدرات التي تجعلنا نجتاز تلك الفترة الحساسة والمؤثرة، وبقدر ما سنكون متحدين ومتماسكين وقادرين على مواجهة التحديات، فإننا سنكون قد اجتزنا تلك المرحلة بنجاح، ووضعنا أقدامنا على المسار الصحيح والمناسب لقدر مصر ومكانتها على أسس من القدرات والكفاءات الوطنية التي ترفع ناتجنا الوطني، وتحقق لنا الاكتفاء بل الفوائض التي تساعدنا على تحسين وتطوير مجتمعنا وبنيتنا التحتية، وترفعنا إلى المكانة التي نستحقها.
واختتم ثابت مقاله قائلا “لن تكون مخرجات الحوار الوطني ملكا لحزب أو فئة، وإنما مخرجات ناتجة عن حوار مجتمعي واسع وشامل، ولهذا ستحظى بكل اهتمام بوضعها موضع التنفيذ، وستكون بأيدي قيادة واعية تبنت هذا الحوار ودعت إليه ومؤمنة بكفاءة وقدرة المشاركين فيه، كما يحظى بتأييد مجتمعي يجعل تنفيذه من أولويات الجميع، وتبذل فيه كل قوى المجتمع كل جهد ممكن من أجل تنفيذه وتحويل الأهداف إلى حقائق ملموسة، تزيدنا ثقة في قدراتنا ومستقبلنا”.
“قمة التحدي .. في الرياض”
وأشار الكاتب محمد أبو حديد، في عموده “أخر الأسبوع” بصحيفة “الجمهورية”، تحت عنوان “قمة التحدي .. في الرياض”، إلى توافد زعماء وقــادة الــدول العربية اليوم على العاصمة السعودية – الرياض – استعداداً لعقد القمة العربية العادية الثانية والثلاثين برئاسة السعودية التي تتسلم شارة القيادة لهذه الدورة من الجزائر.
وأوضح أبو الحديد أنه قبل شهر وبضعة أيام من الآن، كانت هناك موجة من التفاؤل تسود العالم العربي، وكانت الأنظار كلها تترقب قمة الرياض باعتبار أنها ستكون قمة «جمع الشمل العربي» الحقيقي على أسس جديدة نابعة من التطورات والجهود التي سبقتها، ومــا أسفرت عنه من متغيرات إيجابية غير مسبوقة على الساحة العربية.
وقال الكاتب: كانت هناك مصالحة عربية بإزالة سحابة الأزمة العابرة بين قطر وأشقائها في مجلس التعاون الخليجي ومعهم مصر .. وكانت هناك بداية عودة للعلاقات بين مصر وتركيا إلى وضعها الطبيعي الذي كانت عليه قبل ثورة الثلاثين من يونيو المصرية التي أطاحت بحكم الإخــوان قبل عشر سنوات.
وأضاف أنه كان هناك الاتفاق السعودي الإيراني الذي تم برعاية صينية وجهود خاصة من سلطنة عمان، واستهدف إعادة العلاقات بين المملكة وإيران.. وكانت هناك جهود مصرية مكثفة حققت نجاحات عملية على الأرض، في تشكيل حلقات من التكامل والتضامن العربي، ثنائية وثلاثية وجماعية سعياً إلى كيان عربي جديد يستجيب للمتغيرات الدولية، ويحجز لمنطقتنا موطئ قدم في نظام عالمي مرتقب.
وأكد الكاتب أن هذه التطورات كانت جميعاً تحمل بــذور وجينات ما يمكن أن نطلق عليه «تخليق إرادة سياسية عربية حقيقية» تزيد من نسبة “المكون الوطني والقومي”، في القرارات العربية التي تخص الشأن العربي وذلك على حساب «المكون الأجنبي» الذي ساد وطغى على قراراتنا العربية خلال عقود طويلة ماضي.
وفي عموده “بدون تردد” بصحيفة “الأخبار”، أكد الكاتب محمد بركات، تحت عنوان “في مواجهة التحديات، أهمية أن ندرك بقدر كبير من الوعي، أن المواجهة التي نخوضها حاليا، ضد حرب الشائعات والادعاءات الكاذبة، التي تشنها علينا جماعة الشر وعصابات الضلال الكارهة لمصر وشعبها، تحتم علينا أن ننتبه جميعاً إلى العوامل المعنوية والتأثيرات النفسية في هذه المواجهة وتلك الحرب، وأن أن ندرك أن لتلك العوامل تأثيراً كبيراً ينسحب بالإيجاب أو السلب على الأفراد والمجتمعات على السواء، وعلى المجموعات المنخرطة في التصدي لهذه العصابات وتلك الشراذم الضالة والمضللة.
وقال بركات إن علينا أن نعى أن على رأس الأهداف التي تسعى إليها هذه الشراذم الضالة والمضللة، والداعمون لها من قوى الشر الإقليمية والدولية، هو كسر إرادة الشعب ونشر اليأس والإحباط بين المواطنين وزرع عدم الثقة بينهم، وخلق ثغرة في النسيج الوطني، والسعي بكل الوسائل الدنيئة لخلق فجوة بين الشعب وقيادته الوطنية، حتى يمكن إضعاف التماسك المجتمعي وهز الاستقرار في البلاد.
وأكد الكاتب أن القضية التي يجب أن تستحوذ على اهتمامنا طوال المواجهة، هي ألا نسمح للإحباط أو الشعور باليأس أن يتسلل إلينا، أو يستقر في نفوسنا أو يسيطر على عقولنا ويتحكم فينا.
واختتم محمد بركات مقاله قائلا “إن علينا أن ندرك بقدر كبير من الوعي، أن المواجهة التي نخوضها حاليا، ضد حرب الشائعات والادعاءات الكاذبة، التي تشنها علينا جماعة الشر وعصابات الضلال الكارهة لمصر وشعبها، تحتم علينا أن ننتبه جميعاً إلى العوامل المعنوية والتأثيرات النفسية في هذه المواجهة وتلك الحرب”.