تعرض المغرب خلال العقود الماضية لسلسلة من الزلازل تفاوتت في عنفها وقوتها، وتسبب بعضها في دمار هائل وخسائر بشرية كبيرة بلغت آلاف القتلى.
وتتوزع أهم هذه الهزات بين شمال المغرب في منطقة الحسيمة الجبلية المطلة على البحر المتوسط، ووسط المغرب فوق جبال الأطلس المتوسط بمدن أزيلال وبني ملال وخنيفرة، ثم الجنوب في منطقة أغادير الشاطئية المطلة على المحيط الأطلسي.
وفي ما يلي تسلسل زمني لأبرز الزلازل التي شهدها المغرب في العقود الماضية:
زلزال أغادير
وقع هذا الزلزال في العام 1960، وكان الأكثر فتكا وتدميرا في تاريخ المغرب، حيث دمر مدينة أغادير الجنوبية المطلة على المحيط الأطلسي، وبلغت قوته 5.7 درجات على مقياس ريختر، وأسفر عن مقتل حوالي 15 ألف نسمة (حوالي ثلث سكان المدينة في ذلك الوقت) وجرح 12 ألفا آخرين، فيما ترك ما لا يقل عن 35 ألف شخص دون مأوى.
زلزال الحسيمة 1994
شهدت الحسيمة ونواحيها عددا من الزلازل، من بينها زلزال عام 1994، وقد بلغت قوته ست درجات على مقياس ريختر، ووقع قرب الحسيمة، وأسفر عن مقتل شخصين وجرح العشرات.
زلزال الحسيمة 2004
يعتبر هذا الزلزال من أقوى وأعنف الزلازل التي شهدها المغرب، ووقع في الحسيمة يوم 24 فبراير/شباط 2004، وأدى إلى مقتل نحو 600 شخص وجرح مئات آخرين وتشريد أكثر من 15 ألفا، وخلف خسائر مادية كبيرة، واعتبر إحدى أقوى الكوارث الطبيعية التي شهدتها المملكة.
زلزال الحوز
وهو الأحدث ضمن هذه السلسلة، وقد وقع في وقت متأخر أمس الجمعة، وأدى إلى مقتل وجرح نحو ألف شخص وفق حصيلة أولية.
وقالت الداخلية المغربية في بيان إن الضحايا سقطوا في أقاليم وعمالات (مناطق) الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت.
ويرى خبراء أن وجود المغرب في بؤرة جيولوجية مفصلية لصفيحتين هما الأفريقية والأوروآسيوية يجعله بالضرورة في مركز الاهتزازات الناجمة عن تقارب هذه الصفائح المتحركة.
وتحدث الزلازل غالبا عند أطراف القارات والتقائها ببعض المسطحات المائية، مثلا التقاء المحيط الهادي بشرق آسيا أو بغرب الأميركتين، وكذلك كلما دخلنا إلى وسط اليابسة في القارات قلّت احتمالية الزلازل كما نلاحظ هنا في أوراسيا وأفريقيا وفي الأميركتين.
ويرتبط هذا بمصطلح نسمعه كثيرا هذه الأيام هو الصفائح التكتونية وهي ببساطة قشرة الأرض العلوية، وتوجد سبع صفائح رئيسية في الكرة الأرضية، أكبرها صفيحة المحيط الهادي ثم أميركا الشمالية ثم أوراسيا، وتقع الزلازل على نقاط التقاء هذه الصفائح.
وأكبر الزلازل التي وقعت خلال القرن الماضي هو زلزال تشيلي عام 1960 والذي وصل تقريبا إلى 9.5 درجات على مقياس ريختر، ثم زلزال ألاسكا عام 1964 وبلغت شدته 9.2 درجات، وزلزال سومطرة في إندونيسيا عام 2004، وتوهوكو في اليابان عام 2011 وتجاوزت قوتهما تسع درجات أيضا.
لكن الزلزال الأكبر لا يعني أنه الأكثر ضررا، إذ يرتبط هذا بالكثافة السكانية في موقع الزلزال، فزلزال تانغشان في الصين والذي قدر عدد ضحاياه بـ300 ألف كان الأكثر ضررا بالبشر، والثاني في الصين أيضا زلزال هايوان برقم ضحايا مقارب، ثم زلزال سومطرة بما يزيد على 200 ألف قتيل.
وكان أعلى الزلازل تكلفة على مستوى العالم في اليابان، حيث قدرت خسائر زلزال توهوكو عام 2011 بـ360 مليار دولار، وبعده هانشين العظيم عام 1995 وقدرت خسائره بـ200 مليار دولار.