أدانت أذربيجان إجراء انتخابات رئاسية في المناطق التي تسيطر عليها أرمينيا في إقليم ناغورني قره باغ.
وقالت وزارة الخارجية الأذربيجانية في بيان، إن “النظام المزعوم” في ناغورني قره باغ انتهك الدستور الأذربيجاني وقواعد القانون الدولي بنشاطه “المسمى انتخابات رئاسية”.
وأشار البيان إلى أن الخطوات التي اتخذها “النظام المتشكل بدعم من أرمينيا” في الأراضي الخاضعة لسيادة أذربيجان، ليس لها أي شرعية قانونية.
وكان البرلمان في الإقليم قد انتخب سامفيل شهرامانيان -وهو ضابط بالجيش ورئيس سابق لجهاز الأمن- رئيسا جديدا للمنطقة التي يسكنها نحو 120 ألف من الأرمن، بعد استقالة سلفه في وقت سابق من الشهر الجاري.
وتأتي هذه الانتخابات مع تصاعد التوتر بين أرمينيا وأذربيجان، وسط تبادل الاتهامات بين الدولتين المتخاصمتين في القوقاز بشنّ هجمات عبر الحدود في الأشهر الأخيرة.
واتهمت أرمينيا الخميس الماضي أذربيجان بالتحضير “لاستفزاز عسكري” من خلال حشد جنود على طول الحدود المشتركة بينهما وبالقرب من ناغورني قره باغ.
تنديد دولي
وفي إطار ردود الفعل، انتقدت تركيا خطوة الانتخابات وقالت وزارة الخارجية إن “هذه الخطوة تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي” كما أنها خطوة لتقويض محادثات السلام.
وهو ما عبّرت عنه أيضا منظمة الدول التركية، حيث أدان أمينها العام قوبانيتش بيك عمر علييف، إجراء تلك الانتخابات مشيرا إلى أنها تطعن بالسلام والاستقرار الإقليميين.
كما أعلن الاتحاد الأوروبي عدم اعترافه بما يسمى الانتخابات التي أجرتها أرمينيا في مناطق سيطرتها بإقليم ناغورني قره باغ.
وأكدت متحدثة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد لا يعترف بالإطار الدستوري والقانوني الذي أجريت ضمنه تلك الانتخابات.
تحرك دولي
وفي إطار السعي لتحفيف حدة الاحتقان بين الجانبين بعد الموقف الجديد لأرمينيا، قالت الحكومة الأرمينية إن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أجرى محادثات هاتفية مع زعماء فرنسا وألمانيا وإيران وجورجيا المجاورتين ومع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وكانت ألمانيا قد ذكرت ان المستشار الألماني أولاف شولتز دعا لضرورة الامتناع عن التصعيد العسكري بين الجانبين، مؤكدا أن الطريق الوحيد للحل هو عبر السبل الدبلوماسية.
وهو ذات الأمر الذي أكد عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إن النزاع في الإقليم لا يمكن حله إلا بالطرق الدبلوماسية.
من ناحية أخرى ذكرت الحكومة الأرمينية استعداد باشينيان لعقد اجتماع مع رئيس أذربيجان إلهام علييف لنزع فتيل التوتر، وقد نفت باكو تلقيها أي عرض أرميني للقاء بين باشنيان وعلييف.
توتر متصاعد
وتصاعد التوتر بين باكو ويريفان بشدّة في الأشهر الأخيرة، وتبادل الطرفان التهم بشنّ هجمات عبر الحدود.
وتتنازع الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان -منذ أكثر من 30 عاما- السيطرة على منطقة ناغورني قره باغ ذات الغالبية الأرمينية.
ونفت وزارة الدفاع الأرمينية قصف مواقع أذربيجانية، وقالت إن ما تحدثت عنه وزارة الدفاع الأذربيجانية من إطلاق نار من وحدات من القوات المسلحة الأرمينية اتجاه المواقع الأذربيجانية الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من الحدود، هو معلومات مضللة.
وكانت الحدود الأرمينية الأذربيجانية شهدت موجة جديدة من التوتر مطلع الشهر الجاري، إذ أعلنت أرمينيا مقتل 3 من جنودها، في حين أعلنت أذربيجان إصابة 3 من جنودها في إطلاق نار متبادل.
وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربين من أجل السيادة على ناغورني قره باغ.
وانتهت الحرب الأخيرة بين باكو ويريفان في العام 2020، بهزيمة أرمينيا التي اضطرت إلى التنازل عن أراضي في أذربيجان وفي الإقليم ومحيطه.