تختتم اليوم الأحد، فعاليات المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بحضور 200 وزير ومفتي وعالم من 62 دولة عربية وإسلامية.
قال الوزير الدكتور محمد مختار جمعة، إن الأدوات والوسائل لا يمكن الحكم عليها في ذاتها بالقبول المطلق أو الرفض المطلق، لافتًا إلى أن السكين التي تقطع وتذبح لا غنى عن منافعها، وأن السلاح الذي يفتك ويقتل لا غنى عنه لحماية أمن المجتمعات والأوطان والدفاع عنها.
وتابع الوزير خلال كلمته أمس في افتتاح مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية حول الفضاء الإليكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني: «حتى القلم فانه قد يكون وسيلة في هداية ورشاد أو آلة هدم أو آلة قذف أو سباب وهذا هو الحال نفسه في سائر وسائل اتصال الالكتروني والذكاء الاصطناعي وسائر التقنيات الحديثة التي يمكن أن نستخدمها في كل ما يخدم العلم والدعوة والبشرية».
وقد أعرب وزير الأوقاف عن خالص تعازيه ومواساته لأشقائنا في دولة المغرب، سائلًا الله (عز وجل) أن يتغمد ضحاياهم بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يلهم أهل الضحايا والمصابين الصبر والسلوان وأن يفرج كربهم.
بينما أكد الدكتور قطب سانو الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة على ضرورة أن يكون هناك من العلماء من يقوم على مواكبة هذا الفضاء الإلكتروني، من خلال مرتكزات تؤسس للتعامل معه، مع ضرورة التعامل الأمين في نقل تعاليم الإسلام السمحة، فالحكم على الشيء فرع عن تصوره، وما لم نتصور هذه الوسائل وما لم نستوعبها استيعابًا كافيًا، فيحظر علينا حظرًا شرعيًّا أن نفتي أو أن ننسب لها حكمًا شرعيًّا بالحل أو التحريم، فنحن بحاجة إلى معرفة كيف نتعامل مع هذه الوسائل بحسبانها وسائل مستحدثة في الملة، نسددها تسديدًا ونجعلها طيعة وتبعًا لما نؤمن به بقوة العلم والمعرفة التي تجعلنا عندما نستخدم هذه الوسائل نستخدمها ونستحضر أننا بحاجة الى تسديدها، بحيث تصبح وسائل نافعة، وسائل تحقق المقاصد الشرعية التي جاء بها ديننا الحنيف، نريدها توجيهًا لهذه الوسائل بعد أن ننقيها ونهذبها ونجعلها تابعة لعقيدتنا خاضعة لديننا ولأحكام شريعتنا، من أجل تحقيق العبودية لله ومن أجل عمارة الكون، ثم تأتي القضية الكبرى بعد التوجيه وهي الترشيد فنحن نريد أن نربي جيلًا رشيدًا يتعامل مع هذه الوسائل بمنطلق الرشد، جيلا يدرك أن هذه الوسائل نعمة من الله (عز وجل) يجب أن يُخضعها لخدمة دينه ولما يعود عليه وعلى وطنه وعلى مجتمعه وعلى الأمة الإسلامية والعالم جميعًا بالنفع.
ولقد أحسنت وزارة الأوقاف في مصر الكنانة في اختيار هذا الموضوع، ذلك الفضاء الذي يمكِّن من يقومون بالبلاغ عن الله (عز وجل) أن يستحضروا ويستوعبوا هذه الوسائل وألا يتركوها لغيرهم حتى لا يكونوا تبعا لهم في نقل هذه الوسائل أو التعلم منها، أما عن الحديث عن حِلِّها أو حرمتها فهو حديث تجاوز الزمن وأما الحديث الذي ينبغي علينا أن نتحدث عنه اليوم هو كيفية استخدام هذه الوسائل وجعلها تبعا لنا، تخدم رسالتنا، فيجب علينا أن نمكن الأجيال من الاستفادة من هذه الوسائل حتى يتعاملوا معها برشد ودراية وعلم وفقه، وعلينا أن نرسخ في أذهانهم اقتحام هذه الوسائل وترسيخ قيم الإسلام اقتداءً برسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق، مشيدًا بجهود وزير الأوقاف ومتابعته على مدار الساعة لوسائل التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني وملاحقته لكل ما استجد في هذا المجال، وهو دليل على إحساسه بمسئولية الكلمة التي ينسبها إلى الله جل جلاله، ودليل على أن مواكبة التطوير هي الملاذ وهي المخرج والمنقذ، والمتابعة للمستجدات هي التي تمكننا وتمكن القائمين على منهجنا من التقدم، وتمكننا من حفظ شبابنا وأطفالنا من تحديات هذا العصر، فهذه الوسائل أصبح التمكن من استخدامها ضرورة العصر.