نشرت منصات وناشطون ليبيون مقاطع فيديو وصورا صادمة توثّق كيف غرقت مدن بأكملها شرق البلاد بسبب الإعصار “دانيال” الذي خلّف آلاف القتلى والمفقودين بحسب تقديرات أولية.
وأظهرت صور التقطها سكان في المنطقة المنكوبة سيولا طينية عارمة ومباني منهارة وأحياء بأكملها غارقة تحت المياه.
ولا تزال مشاعر الصدمة والذهول الحزن، من الكارثة الطبيعية الأكبر التي تشهدها البلاد منذ 40 عاما، هي المسيطرة على تفاعلات الليبيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبينما سعى عدد من الناشطين إلى نقل جزء مما حدث للعالم عبر شاشات هواتفهم الذكية، ولتسليط الضوء على الخسائر البشرية والمادية الفادحة في مدن الشرق الليبي، انشغل آخرون بالترحم على الضحايا والدعاء للمنكوبين، معربين عن حزنهم البالغ لما حدث.
لقطات مرعبة
ونشر المصور الليبي أحمد الهدل -عبر حسابه على فيسبوك- لقطات وصفها الناشطون بأنها مرعبة تظهر كيف انتشر عدد من الجثث في شوارع مدينة درنة الأكثر تضررا بالإعصار.
وقد أظهرت الصور الملتقطة عشرات جثث ضحايا الفيضانات ملقاة في الشوارع أمام مجمع العيادات، وانهيار طرق في المدينة، وتضرر ممتلكات الأهالي والمنازل السكنية.
وضع مأساوي
كما نشرت صفحة “درنة زوم” صورا ومقاطع قصيرة للفيديو تظهر كيف انتشرت عشرات الجثث في الساحات العامة.
وفي ساعات فجر اليوم الثلاثاء، وصف مشرف الصفحة ذاتها الوضع بالغريب بسبب الصدمة وقال: كارثة درنة.. المشهد كما أراه الآن أمامي.. لا أحد يعزي آخر، ولا أحد يبكي بسبب ما حدث، حالة غريبة من الصدمة رغم وجود الجثث في الشوارع بالمئات، ولا وجود لأي ملامح دولة أو لقوافل إنسانية حتى الآن.
دمار شامل
وإن كان مشهد الجثث هو الأكثر مأساوية فإن مشهد البيوت المهدمة والمنازل التي سوّيت بالأرض لا يقل مأسوية، فما تنقله عدسات الناشطين والمنصات تظهر دمارا شاملا في البنية التحتية وكيف تحوّلت مناطق بأكملها إلى ركام.
صرخات ودعاء
ووثق مقطع للفيديو نشرته منصة “المنارة للإعلام” اللحظات الأولى التي اجتاحت فيها المياه الجارفة شوارع وسط مدينة درنة، حيث جرفت السيول العارمة السيارات وغمرت الطرق والمحلات.
ويظهر المقطع المصور كيف تفاعلت سيدات بالصراخ والبكاء من هول ما حدث، ورددن عبارات “لا إله إلا الله، يا رب” وسط حالة من الصدمة والذهول.
مدينة أشباح
وفي جولة ليلية بشوارع المدينة نشرتها المنصة الإعلامية ذاتها، بدا وسط درنة أشبه بمدينة أشباح فقد خلت المنطقة من سكانها وظهرت المحلات والبيوت مهدمة دون أي مظاهر للحياة فيها.
والعاصفة المتوسطية دانيال التي ضربت شرق ليبيا أدت إلى تساقط أمطار غزيرة -تجاوزت 400 ملليمتر- على بعض المناطق، وأكدت حكومة الوحدة الليبية أن كمية الأمطار شرق البلاد لم تسجل منذ أكثر من 40 عاما.